ملخص ما قاله الجبرتي في تواريخ مصر خلال الثلاثة قرون الأخيرة عن الهنادي:
(١) في عام ١١٨٢ هـ سيَّر علي بيك الكبير الذي صارت له السيطرة على مصر وقتئذ، سيَّر تجريدة على الشيخ سويلم بن حبيب رئيس عربان نصف سعد وعلى عرب الجزيرة، فهرب سويلم بمن معه إلى البحيرة عند عرب الهنادي فانكف الطلب عنه من الوالي.
قلت: والمسافة الزمنية بين علي بيك الكبير ومحمد علي باشا لا تتعدى أربعين عامًا، وقد تمرد علي بيك الكثير على العثمانين وكان من المماليك الأقوياء وانفرد بحكم مصر حقبة من الزمن حتى قضى عليه العثمانيون بخيانة محمد أبو الذهب قائده في مصر والشام وقتئذ.
(٢) في عام ١٢٠٠ هـ ذهب مشايخ الهنادي إلى الإسكندرية مع بعض مشايخ آخرين من العرب في البحيرة، وذلك استجابة لدعوة أمير الحج ووالي جدة في الأراضي الحجازبة والمُسمَّى أحمد باشا الجداوي فألبسهم خلعًا وأعطاهم دراهم.
(٣) في عام ١٢٠٣ هـ استدعى إسماعيل بيك الكبير الذي طمح اإلى السلطة الشاملة في مصر عرب البحيرة والهنادي، فحضروا بجمعهم وأخلاطهم وانتشروا في الجهة الغربية من رشيد إلى الجيزة ينهبون البلاد ويأكلون الزرع ويضربون المراكب في البحر ويقتلون الناس، وكذلك فعل العرب في البر الشرقي فتعطَّل السير في البلاد برًّا وبحرًا.
(٤) بعد خروج الفرنسيين من مصر عام ١٢١٧ هـ صدر فرمان سلطاني إلى مشايخ العرب الهنادي فيه إقرارهم في منازلهم في البحيرة وفدافدها، جريًا على ما كان عليه أمر آبائهم، استجابة لعرائض قدَّموها على شرط أن لا يعتدوا على
(**) يقول الرواة أن هناك فرقة من الهنادي في دولة السودان وكانت قد صحبت الجيش المصري في فتح السودان وضمه إلى الإمبراطورية، وقد سُمي السودان المصري في عهد الخديوي أو مملكة مصر والسودان في عهد الملكية إبان النصف الأول من القرن العشرين الميلادي.