للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد ولا يقطعوا الطريق، وقد أحضر كاشف البحيرة المشايخ وتلا عليهم الفرمان وأخذ منهم التعهد اللازم.

(٥) وفي عام ١٢١٧ هـ أيضًا ضاق ذرع الناس من تطويل الأمور في تحقيق ظلاماتهم من قبل الوالي والموظفين العثمانيين حتى كرهوهم وتمنوا لهم الغوائل، وعصي أهل النواحي وعربد العربان وقطعوا الطرق، وانتمى العربان القبليين إلى الأمراء المصريين (١) وساعدوهم على العثمانيين، ولما انحدر الأمراء إلى الوجه البحري انضم إليهم جميع قبائل الغربية والهنادي عرب البحيرة ومن معهم هناك.

(٦) في عام ١٢٢٣ هـ طلب عربان الهنادي الإذن بالرجوع إلى منازلهم بالبحيرة وطرد أولاد علي الذين كانوا تغلبوا عليها حينئذ، وقد تمت المصالحة بواسطة شاهين بيك الألفي الذي سار معهم إلى ناحية دمنهور، وقد ارتحل أولاد علي إلى حوش عيسى فتبعهم شاهين بيك وحاربهم وأسر جماعة منهم واستولى على مقادير كبيرة من أموالهم فتشردوا في أنحاء الفيوم، ثم راسلوا الباشا ودفعوا له مائة ألف ريال لأجل رجوعهم إلى البحيرة وإخراج الهنادي منها فأجابهم إلى ذلك، ولكن الهنادي رفضوا وقاوموا الحكومة وقتئذ فاضطر أولاد علي إلى الارتحال من الإقليم.

(٧) في عام ١٢٢٥ هـ حضر مشايخ عربان أولاد علي إلى الباشا فأكساهم وخلع عليهم وألبسهم شالات كشمير وأنعم عليهم بمئة وخمسين كيسا، وحضر مشايخ الهنادي إلى الأمراء المصريين وقد أعلنوا انضمامهم إليهم مع عربهم.

وما قاله نعوم شقير (٢) عام ١٨٤١ م عن الهنادي:

أنه لما رجع إبراهيم باشا (٣) من سوريا نقض عليه عرب السواركة والترابين


(١) وهم المماليك.
(٢) عن تاريخ سيناء الصادر عام ١٩١٦ م.
(٣) إبراهيم باشا: هو ابن محمد علي مؤسس الدولة العلوية منذ عام ١٨٠٥ م حتى عام ١٩٥٢ م، وكان إبراهيم قائدًا حربيًا ملهمًا انتصر في معارك عديدة ضد العثمانيين، واستولى على بلاد الشام وضمها للدولة المصرية لولا تدخل الدول الأوربية التي عقدت معاهدة مع تركيا وضغطت بالتالي على حكومة محمد علي في حتمية الانسحاب من سوريا وباقي بلاد الشام عام ١٨٤٢ م. ولإبراهيم باشا نصب تذكاري في ميدان العتبة في قلب العاصمة المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>