النعرة القَبَلية والغطرسة وحب الرئاسة من أولاد أبي الليل أمراء بني سُلَيْم بتونس؛ حيث قال عنهم العلَّامة ابن خلدون: اشتهروا بالسطوة والعنجهية وكان لهم خُلُقًا في التكبر، وكانوا لعدة قرون أهل بأس وتسلُّط على رقاب العباد من أهل تونس ريفًا وصحراء، وقد تغلبوا على الضواحي وفرضوا الإتاوات على أهل القرى، ولم يرتح أهل البلاد إلا بعد تغلُّب السلطان الحفصي على زعمائهم في أواخر القرن الثامن الهجري، فأصبح هؤلاء بعد ذلك ما بين معتقل أو مقتول أو مشرَّد!! ولنا التوضيح أيضًا عن سعدى فقد قال بعض الباحثين أنها أم السعادي وبها تسمَّوا وكانت بنت الزناتي خليفة أو بمعنى آخر صنعوا حول هذه المرأة هالة من الأسطورة والتفخيم، وأصَحِّح وأقول: إن سعدى بنت الزناتي خليفة اليفرني المنسوب إلى قبيلة زناتة البربرية والذي ذكره ابن خلدون أنه كان قائدًا حربيا لصاحب تلمسان غرب الجزائر، وقد دفع به إلى الشرق لوقف زحف هِلَال وسُلَيْم لتوغلهم في بلاد الأوراس، بعدما تغلبوا على ضواحي تونس وأحكموا سيطرتهم على البلاد الليبية، وقد قتله أحد فرسان بني هلال المُسمَّى ذياب بن غانم الزُّغبي في نواحي بسكرة (جنوب الأوراس) شرقي الجزائر وقد أَسَروا ابنته سعدى، وقيلت رواية أن ذياب قد تزوجها ثم قتلها لميلها إلى أحد فرسان بني هلال، وكان هذا كله في منتصف القرن الخامس الهجري، هنا نؤكد أن سعدى أم السعادي في أوائل القرن التاسع الهجري كما أسلفنا والفرق حوالي ٣٥٠ عامًا، مما لا يدع مجالًا للشك أن سعدى أم السعادي ليست سُعدى بنت الزناتي خليفة إطلاقًا، إلا أنه يرُجَّح أنها بنت أمير من أمراء زناتة في آخر القرن الثامن الهجري في تونس أو حتى في بلاد برقة فاختلط الأمر على الرواة وحسبوها هي سُعدى المشهورة.