للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما بعد وقد عُرف باسم بئر المسعوديات نسبة للمرأتين، واشتهر هذا البئر أيضًا باسم بئر المساعيد ولكنه يعرف للآن عند بدو سيناء بالمسعوديات، وقد أشار إلى هذا البئر غير واحد من شعراء البدو، وقال سلامة الحوَّات الأحيوي المسعودي وقد حضر عرسًا عند سالم بن حمدان النجمات، وكلاهما من الأحيوات قال يصف بيت سالم بن حمدان وهو بيت شعر:

بيت مبني في الحمضة … وحباله في المسعوديات

بين الواسط والواسط … للطرمبيل أربع ساعات (١)

وقال البدَّاع سلامة أبو مزيد بعد حضوره لعرس عام ١٩٤٢ م عند الأحيوات يصف بيت صاحب الفرح ويقول ذاكرًا بئر المسعوديات أيضًا:

الميخر في المسعوديات … والمقدم في شعف شايح

وذكر البئر الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته إلى مصر وكان قد مر به يوم ١٣ ربيع الثاني ١١٠٥ هـ فقال رحمه الله: فلما نزلنا سائرين إلى أن وصلنا إلى بئر المساعيد وهناك سبيل مُعمَّر بجدران الحجر فاستقينا منه وشربنا وسقينا الدواب وملأنا الركاوي ثم سرنا إلى أن وصلنا قبر الساعي. انتهى قول النابلسي. ونعود إلى معلَّى المسعودي ومن معه فقد أقامت المرأتان وعمهما معلَّى وطفليهما على الماء لبعض الوقت بانتظار شفاء معلَّى من إصاباته، فلما خفَّت آلامه بعض الشيء استأجرت المرأتان ناقة من الملَّاحي لنقل معلَّى إلى الشرق للبحث عن المساعيد بعد أن عجزوا عن اللحاق بمن توجهوا إلى الغرب، وقد اتجهوا إلى العقبة فساروا نحو الجنوب الشرقي وتزودوا بالماء والطعام فساروا عبر وادي العريش ثم تركوه فقطعوا وادي قريَّة حتى أشرفوا على النقيبات، ثم ساروا ووصلوا إلى وادي الحمض إلى الغرب من الكنتلا شرق بلاد التيه في سيناء فأقاموا هناك لبعض


= وقد أخرج الماء كرامة من الله له وهذا بحفر من المرأتين للثميلة، أما كرامة نبي الله فتختلف طبعًا لأنه ضرب الأرض برجله فزمزم الماء في الحال بدون حفر، وقيل أن جبريل عليه السلام قد ضرب بجناحه تحت موضع قدم إسماعيل. والفارق لا يحتاج إلى مقارنة بين سعد وبين نبي الله إسماعيل عليه السلام.
(١) هنا يبالغ في اتساع البيت في قوله بين الواسط، أي رواق البيت أو خيمة الشعر سير أربع ساعات بالأتومبيل أي السيارة!، ثم قال في البيت الأول مبني في الحمضية وحبال أوتاده عند بئر المسعوديات وكله مجاز مرسل لاتساع الخيمة عند الأحيوات وهذا كناية على العز والقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>