للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت بسبب تضاعف آلام إصابات معلَّى من جراء السير والإرهاق، وتركهم الملَّاحي وفي تلك الأثناء فرغ زادهم فأخذوا يقتاتون بالجوى وغيره من النباتات الربيعية وقتئذ.

وقال نعوم شقير: والحوى هو نبت ربيعي يأكله البدو زهرًا وورقًا قيل وأول من أكله في سيناء الأحيوات من المساعيد فسموا به. وقال في ذكر تفرُّق المساعيد بعد واقعة غزة: وتخلف من هذه الفرقة قوم في وادي الجرافي ففرغ زادهم فأخذوا يقتاتون بنبت الحوى فسموا الأحيوات وكبيرهم إذ ذاك سعد صادق الوعد. قلت: والصحيح أنهم كانوا في وادي الحمض من فروع الجرافي وسعد صادق الوعد كان ما زال طفلًا مع جده معلَّى المسعودي. وقال الدباغ: "الحوي نبت ربيعي ينبت في وادي عربة يأكله البدو زهرا وورقا، وقيل أن قبيلة الأحيوات في ديار السبع نسبت إلى الحوى. قلت: وفي أثناء إقامتهم بوادي الحمض وكانوا يقتاتون بالجوى وغيره ويشربون من الغدران في تلك المنطقة، تضاعفت آلام معلى وأدرك قرب المنية فأوصاهن بدفنه على ربوةٍ (١) في جنب وادي الحمض وأمرهن بالسير في وادي الجرافي، فيما بعد وأوصفهن جبال وادي عربة الشرقية وأخبرهن أن المساعيد في سفوح الجبال الغربية في وادي عربة حول العقبة، ولم يلبث طويلًا حتى توفي إلى رحمة الله تعالى وقد دفتاه المرأتان في وادي الحمض الذي عرف (بوادي معلَّى) حتى الآن، ولمعلَّى المسعودي قبر زار من بدو التيه في سيناء ويذبحون عنده الذبائح عنده الاحتفالات في مواسم الزيارة، ولا يزال أعقابه من الأحيوات ينتخون به في الشدائد قائلين: يا معلَّى. ثم إن المرأتين وطفليهما سارتا عبر وادي الجرافي ثم اتجهنا نحو الجبال الشرقية كما أوصاهن معلَّى، ثم انحدرتا إلى وادي عربة قرب العقبة على رأس الخليج فوصلتا إلى المساعيد وقد عرفوا قصتهم وأكلهم النبات الحوى الصحراوي، فسمى المساعيد المرأتين بالأحيوات وكذلك سعد صادق الوعد ابن علي بن معلَّى أسموه الأحيوي أو أبو حوَّاه فعرف أعقابه من المساعيد


(١) جرت العادة أن البدو يدفنون أولياءهم أو رؤساءهم بجانب عيون وآبار لأنهم يقومون بزيارة قبورهم والاحتفال في مواسم معينة بها، ويلاحظ هنا قبر معلَّى المسعودي كان في وادٍ ليس بقربه ماء وذلك السبب وفاته فجأة أثناء سير المرأتين للحاق بقومهما من المساعيد حول العقبة شرف وادي عربة، ونظرًا لأنَّ المرأتين غير عارفتين بتلك المواقع فقد دفنتاه في الوادي وقبره إلى اليوم مزار مشهور ويخصه بالتبجيل ذريته الأحيوات من المساعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>