للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى اتفاق يقول الشيخ عمر جلفاف هذه الكلمة ليخرب بها الميعاد (لماذا قتلتم سعيدًا وهو يوقد نارًا للضيوف) فيتحمس رجال البراعصة وتثير ثائرتهم ويخرب الميعاد، وهكذا يقول عمر جلفاف كلمته هذه في كلّ اجتماع يراد به الصلح فاقترح الشيخ محمود الفرجاني أحد زعماء العبيدات اقتراحا وهو عندما يجتمع الطرفان للبحث في مسألة الصلح يتركوه يجيب الشيخ عمر على كلمته التي تعوَّد قولها للخراب ولم يعرف النّاس ماذا سيكون جواب الشيخ محمود الفرجاني، وعندما حصل أحد الاجتماعات من النوع التي كانت تعقد للوصول إلى الاتفاق ردد الشيخ عمر كلمته فأجابه الشيخ محمود قائلًا: (ألم تقبل ماية رجل في سعيدك) فالتفت الشيخ عمر إلى الشيخ محمود قائلًا: (من أين جاءت هذه) وبهت فلم يتكلم بعدها إلَّا بقوله لا إله إلَّا الله.

يقول شاعر البراعصة مخاطبًا خليل باشا:

ريت شلطهن فالسوق … يا خليل وتحيهن أخرى

يقصد بذلك قتل الشيخ لطيف بميدان السوق. التجأ البراعصة إلى برقة الغربية عقب معركة من المعارك فبعث إليهم العبيدات بقولهم:

البطنان والخرمة تنادي … تعالوا إن كان مانكم واللين (١)

يا عاقلين في وطن السعادي … بقتلكم شيخ كان الكم خزين

ومن قول بريدان المنظوم عندما قتل أخوه لطيف أبو شولاك:

الطيف لاوي الكشمير أن نأخذ فيه إلَّا مدير أما موسى وإلا باكير

ويقول أحد الشعراء البدو يداعب معشوقته مستشهدا بقول عمر أبو جلفاف لأهل الميعاد:


(١) زاللين: بلهجة البدر أي تائهين، والبطنان هي منطقة معروفة في برقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>