للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم المعروفون عندنا اليوم بالسلمية، ونزلوا قرب القرارة والجلفة ثم انحدروا إلى الصحراء القريبة وأتي جد الواديين الآن منهم؛ ولهذا من لا يعرفهم يحسبهم من السلمية.

وقد ورد في "المنهل العذب" عند ترجمة سيدي عبيد بن يعيش الغرياني الذي خلفه الشيخ الحديدي في مكانه على زاويته أن الشيخ الجديدي قال: إني رأيت في منامي كأنني في مقدم سفينة وعبيد الغرياني في مؤخرها، فأولت ذلك بأني أموت وهو يرثني، وقال عبيد: فقصدت الجديديين الذين في بلدة فحقة فلم نجد الشيخ محمد الجديدي فدخلت القيروان من باب تونس فوجدته خلف صبية يلعبون فأخذ بيدي ومشي بي إلى زاويته .. إلخ، وكانت وفاة الشيخ الجديدي في حدود عام ٨٠٢ هـ / ١٤٠٠ م.

فسبب انتساب الجديدين للسوفية هو أن جدهم حين دخل الوادي نزل على أولاد يوسف فتزوج منهم بامرأة يقال لها مسعودة وانضم لهم بذلك.

الفصيلة الرابعة: أولاد ميلود: وهم من أمغاد غدامس، أتى جدهم محمد بن أحمد بن ميلود فنزل على أولاد يوسف وتزوج منهم بامرأة يقال لها مسعودة بنت عطاء الله فانتسب لهم بذلك.

أقول: انتهت إمامة الجامع إليهم وكان جميع الأئمة الذين توارثوها بجامع السوق، أي جامع سيدي المسعود هم من أولاد مسطور، وأولاد الجديدي، وأولاد ميلود، فأولهم سيدي محمد الهادي بن مسطور، ولما مات قام بالإمامة بعده ابنه يوسف، وبعده ابنه بوغزالة وكان صاحب فهم عميق وعلم غزير وتقاليد مهمة. عثرت على تأليف له في التوحيد نظما وبعض مسائل حسابية. وبعد انتقاله، خلفه في الإمامة الحاج عطاء الله ومن بعده سيدي الجديدي وهو المقبور بجانب الجامع الغربي. ومن بعده سيدي عطاء الله الثاني وكان صاحب تحقيق في فتاوى الفقه والميراث. وعنه أخذ الكثير من المتقدمين وقد كتبت عنه مسائل مهمة في الفنين المذكورين، وحُجب بصره في آخر العهد، ودام على تلك الحال يدرس بالجامع

<<  <  ج: ص:  >  >>