بئر بأسفل داره جعل عليها فراشا وأجلس حارثا عليه موهما إياه أنه سيضيفه، فسقط فيها، ثم ركب العش حصانه ولحق بابنائه فوجدهم نازلين في قرية عوينة حين كان يخرج أهلها في الربيع إلى الصحراء وتبقى فارغة، ثم تأخر. خبر حارث على العامل فوجه من يتفقده فوجده في البئر فأخرجه وذهبا معا للأمير فأخبره بما وقع فوجه في إثره محلة تتألف من أربعمائة؛ فارس وزحفوا للصحراء القبلية لظنهم أنه يتوجه إلى غدامس فجالوا زمانا ولم يجدوا شيئًا فرجعوا خائبين وأنجي الله العش، فسار بمن معه حتى نزل على سيدي حسن عياد الذي بشط نفطة قبلة غربًا من نخيلها، فأمره من كان بزاويته بالذهاب إلى سوف بعد الاستخارة، ثم سار حتى نزل على سيدي محمد بن علي بن أبي ناب حيث كان بالصحراء يحفر بئرا للمارين بالقرب من شوشة البكرة التي مات فيها يهودي فصارت تسمى به وتنسب إليه وما زال سائرا حتى وصل الوادي فنزل على فريق أولاد أحمد فآووه وأكرموه وتصاهروا منه وانتموا له .. إلى آخر كلام الشيخ العدواني.
أقول: كلامه هذا وإن كان يصادف من جهة التعليل ففيه نظر من وجوه، ومن شاء الاطلاع على بقيته فليراجعه.
فسيدي حسن عياد المذكور هو تلميذ سيدي الصالح البسكري وهو تلميذ سيدي أبي مدين الغوث التلمساني وهو في زمن سيدي عبد القادر الجيلاني الذي مات عام ٥٤١ هـ/ ١١٤٧ م تقريبا، والعش على القول به جاء زمن سيدي المسعود الشابي في حدود عام ١٠٢٠ هـ/ ١٦١٢ م.
وبن الأعشاش طوائف كثيرة بالمغرب الأقصى، وطائفة بشمال عين البيضاء، وبقرب وادي الزناتي، وأخرى بقرب باتنة … وطائفة بنفزاوة لكنها قليلة فلربما هي التي جاءوا منها؟
والذين ها هنا بالوادي عشر عمائر منها الأولى ومنها الملحق وسيأتيك نسب الجميع على الخلاف السابق.