للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١٠ هـ/ ١٢١٤ م (١)، وكانت لهم ألفة وصحبة مع بعض العدوانيين الذين نزلوا بالجردانية أولا وصاروا في جلهمة وضيق عليهم بنو أبي العافية والأخلاط ففروا إلى المغرب تاركين منازلهم باختيارهم والتحقوا بهم، وعند انتقالهم قل الساكنون بجلهمة فحاربهم بنو عدوان إلى أن فروا وأخلوا القرية وإلى الآن توجد آثار بنائها، وكان ذلك في حدود ٦٥٥ هـ/ سنة ١٢٥٨ م.

قال ابن خلدون: بنو أبي العافية هم الذين تفرقوا في المغرب الأوسط ثم اجتمعوا في المغرب الأقصى وملكوه.

أقول: وأبو العافية الذي ينتسبون إليه هو ابن أبي باسل بن أبي الضحاك بن أبي يزول بن تافرسين أو تافركين أو تافرجين بن فراديس بن مكناس بن ورسطيف بن يحيى بن تمصيت بن ضريس بن زحيك بن مادغيس الأبتر بن بربر بن كسلوجيم بن كنعان بن حام بن نوع عليه السلام.


(١) في هذا الظرف التاريخي كان بنو مرين قد نزحوا إلى المناطق الجنوبية الغربية بعد ما كانوا بنواحي الزاب وسوف وما والاهما وبعد أن ردهم بنو هلال نحو المغرب والتجأوا إلى المناطق الصحراوية فرارا من سلطة الموحدين، وقد سبق لبني مرين أن اشتركوا في ثورات عديدة ضدهم، وحوالي سنة ١٢١٥ م حاولوا الاستيلاء على بعض المناطق في منطقة التل حيث الزرع والمرعى فردهم الموحدون عن ذلك فرجعوا واستولوا في بضع سنين على الكثير من مدن المغرب مثل فاس والرباط ومكناس.
وتحالف بنو مرين مع سلطان تونس على محاربة كل من دولة بني عبد الوادي بتلمسان والنصارى الإسبان، وفي آخر الأمر دب الخلاف بين سلاطين بني مرين فكان منهم مؤيدين لبعث دولة موحدية من جديد ومنهم معارضون فنتج عن ذلك نشوب قتال بينهم وانفصال بعض القبائل مثل قبائل جرجرة ودخولها تحت حكم بلقاضي وانفصال أهل الزاب وانضمامهم تحت حكم الدواودة من مرداس بي رياح الهلاليين، وزال حكم الدولة نهائيا. حوالي سنة ١٤٦٥ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>