للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدي خليل - رضي الله عنهما - حكم على ابن خليل القماري حين سرق وعرف أهل الخبرة أثره، ثم إن ابن خليل ذهب إلى أشياخ الخنقة واستفتاهم في ذلك فأفتوه بعدم التعويل على الأثر.

قال الشيخ العدواني: بعد أن تمكنت عدوان من الجردانية أتاهم أقوام من النصارى كانوا في الزاب وورقلة وفيهم رهبان فبنوا بإزاء الجردانية صوامع للتعبد سموها قصورا وكانوا في ذلك الوقت ثلاثة، والصحيح، أن كل صومعة تقزت حولها قرية وهي تسمى قصرا، وطالت العشرة بين أولئك النصارى والعدوانيين.

وفي زمن قريب لحق بعض العدوانيين (١) الذين كانوا بالقيروان فلم يرضوا بالصلة التي بين إخوانهم والروم فأخرجوا جميع الروم وتوجه هؤلاء إلى موضع القدائم الآن الذي بقرب تاغزوت ونزلوه وكان ذلك الموضع يسمى جلهمة سمي باسم رجل صياد من زناتة الأولين مات هناك.

ثم لحق بعض العدوانيين بالروم الذي بجلهمة وبنوا جميعا قرية وأسس الروم بها صومعة (٢) وبنى المسلمون مسجدا، فلم يطل ذلك حتى قدم عليهم جماعة من الأخلاط وجماعة من أتباع ابن أبي العافية السابق ذكره ونزلوا بجلهمة فهرب الروم الذين كانوا فيها إلى الجردانية مظهرين أن الأرض لم تساعدهم لقلة مائها فقبلهم أهل الجردانية وفرحوا بهم وأعانوهم علي بناء صوامعهم وبيوتهم. وقيل أنه اجتمع من الرهبان هناك سبعة، ثلاثة منهم جاءوا من وغلانة واثنان قدما مع أهل جلهمة وواحد من بادس، وواحد من تهودة، ثم كثر البناء في الجردانية حتى صار كل قصر راهب حوله بيوت متعددة كالقرية، والجميع تسمى قصور عدوان (أي قري عدوان) أو مداشر عدوان، وتسمى أيضا قصور الرهبان، وقصور النازية وتقدم أن القرية بأكملها تسمى قصرا.

وحيث كان بنو مرين انتقلوا من تكسبت وصحرائها بالواد سوف عام


(١) كان توافد العدوانيين أثناء فترات متعددة وقيل أول وفد منهم بلغ سوف كان منذ بداية الفتح الإسلامي لإفريقيا في أواسط القرن السابع، ثم التحق الباقون فيما بين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين.
(٢) كان وجود الرهبان بالصحراء وسوف منذ العهد الروماني كما تقدم ذكر ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>