الذين ماتوا من أهل سوف نحو المائة نفر وإلى الآن يُسمي القدماء ذلك العام عام المجزرة، ويسميه أبناء سيدي مسطور عام الطمع، يعنون أنه لولا طمعهم في الإحسان أو الغنائم لما وقع لهم مثل ذلك، لكن البعض يدّعي أن ذلك ليس من أجل الطمع بل من أجل عدم وفاء الشابيين بالعهود معهم ومعاملتهم بما يأنفون منه.
وخرجت دُرَيد عن الشابي وانضمت للباي وكذلك جميع ورغمة وما حول ذلك من العربان.
ويزعم القدماء أن هذه الواقعة كانت بعد إكرام الباي بعام واحد والصحيح خلافه. وإنما ذلك عام ١٠٤١ هـ/ الموافق سنة ١٦٣٢ م، أو بعد ذلك لأن حمودة بن مراد صاحب هذه الفعال تولى في هذا العام وهو الذي لا شك فيه ألبتة.
جاء في الخلاصة النقية ما نصه: في عام ١٠٤١ هـ/ سنة ١٦٣٢ م، نزل مراد باشا لابنه حمودة باشا عن سفر الأمحال ثم مات مراد في عامه وقام حمودة بمنصبه فمهد النواحي وقمع الثوار وأوقع بالشيخ عبد الصمد الشابي وانتزع دُرَيْد من يديه وهم العرب الداخلين أيام المعز بن باديس وأضافهم لرعيته ورسم منهم طائفة عظيمة في ديوان جنده وأضاف ورغمة أيضا لرعيته، وأخذ حامة قابس من أولاد سعيد بعد حصار عظيم، والكاف من بني شنوف وهم المتسببون في الحرب بين تونس والجزائر على الحدود وهو أول حرب معهم .. إلخ.
وفي هذا الوقت أتت بعض أعراب دُرَيْد مع طرود فدخل بعضهم الوادي وبعضهم بقي مع بني سُلَيْم الذين ينزلون أحيانا إلى الميتة ويصعدون إلى الجبل. أما الأولون فاختلطوا بأهل الزقم. وسيأتي تفصيل الجميع إن شاء الله.
(تنبيه)
لما كان البعض يلتبس عليه الأمر في حال من أحوال الماضين ويقص خبر زمان في زمان آخر، ألزمنا أن ننبه على ذلك إزالة للخطأ حيث كنت ملتزما به من قبل السائلين ونصيحة للقارئين.