متيجة في القرن الثالث، فلا يبعد أنهم بقوا هنالك بعد ذهاب ملكهم حتى نزل عليهم الثعالبة.
وأما الهلاليون فقبائل عديدة وبطون كثيرة، ولضبط الحديث عنهم نعد هلالا شعبا، ونسلك في تفصيل فروعه الترتيب اللغوي الذي نظمه من قال:
الشعب ثم قبيلة وعمارة … بطن وفخذ والفصيلة تابعة
فقبائل هلال هي الأثبج ورياح ورغبة وقرة بن عبد مناف وكلهم أبناء أبي ربيعة بن نهيك بن هلال، وعمائر الأثبج هي دريد وكرفة وعياض والضحاك ولطيف والعمور والعاصم ومقدم، والعمارتان الأخيرتان نقلهم بنو عبد المؤمن إلى المغرب الأقصى كما نقلوا قبيلة قرة، وعمائر رياح هي مرداس وسعيد وعامر وعلي، وعمائر زغبة هي: يزيد وحصين ومالك وعامر وعروة.
١ - دريد، كانت إليهم رئاسة هلال، ومدحهم شعراؤهم، وكان منهم الحسن بن سرحان رئيس الأثبج أجمعين عند دخولهم إفريقيا، وأخته الجازية التي كانت تحت الشريف بن هاشم صاحب الحجاز، وولايته عليه من سنة ٤٣٠ إلى ٤٥٣ هـ ولهذا الشريف منها ابن اسمه محمد ولي الحجاز بعد أبيه، ولما أجمعوا الرحلة إلى إفريقيا تحيلوا في نقل الجازية معهم، وتزوجها بعده ماضي بن مقرب من قرة، واجتمع على حربهم من إخوانهم كرفة وقرة وعياض، وكان الظهور غالبا لدريد.
ومن بطونهم أولاد سرور وأولاد عطية وأولاد عبد الله، وأولاد عطية رئاستهم في فخذ أولاد مبارك بن حباس، ومن أفخاذ أولاد عبد الله وجار الله وتوبة، ورئاسة أولاد جار الله في فصيلة أولاد عنان بن سلَّام، ورئاسة توبة بين فصيلتي أولاد وشاح وأولاد مبارك بن عابر، وفي بعض نسخ ابن خلدون عابد بالدال بدل الراء، وهؤلاء أولاد مبارك هم فصيلتنا القاطنون بين بني تليلان وبني خطاب.
ومواطن دريد ما بين بونة وقسنطينة إلى طارف مصقلة وما يحاذيها من القفر، وطارف قرية ذكرها ياقوت، وكان أولاد مبارك بن حباس بتلة بن حلوف من ناحية قسنطينة، ثم غلبتهم عليها توبة زحفت إليهم. من طارف مصقلة فدثروا