وتلاشوا، ثم قعدت توبة عن الظعن واستبدلت الشاه والبقر بالإبل، وعليها للسلطان غرامة وعسكرة، وأولاد سرور وأولاد جار الله مجاورون لتوبة وعلى سننهم في الحياة، هذه حالتهم في الجزائر لعهد ابن خلدون قبل ستة قرون.
٢ - كرفة، كان لهم جمع وقوة وبطونهم كثيرة منها بنو محمد بن كرفة، والمراونة بنو كثير بن مروان بن قطن بن كرفة، وأولاد نابت بن فاضل بن محمد بن كليب، والحدلجات أربعة بطون هم بنو كليب بن عطية بن قطن يعرفون بالكلبة بالباء أو الياء نسختان لابن خلدون، وبنو شبيب بن محمد بن كليب يعرفون بالشببة، وأولاد صبيح بن فاضل يعرفون بالصبحة، والسراحنة أولاد سرحان بن فاضل، ومن أفخاذ أولاد نابت أولاد مساعد وأولاد ظافر وأولاد قطيفة، ومن فصائل أولاد مساعد أولاد علي بن جابر بن مفتاح بن مساعد، وفيهم رئاسة كرفة.
وموطن الحدلجات بأوراس مما يلي زاب تهودا، وأولاد نابت أقطعهم الحفصيون جانب أوراس الشرقي والزيبان الشرقية، وبنو محمد والمراونة تلقاء أولاد نابت ظواعن في القفار، وكرفة كانوا محالفين لصنهاجة ثم الحفصيين، ولما ضعف نفوذ الحفصيين بالزاب انقبضوا إلى جبل أوراس، وقلما يظعنون إلى تخوم الزاب.
٣ - عياض، كان لهم عدد وقوة ومن بطونهم الزبر بنو زبير وأولاد صخر وأولاد رحمة والمهاية والخراج والمرتفع، ومن أفخاذ المرتفع أولاد حناش رئاستهم في فصيلة أولاد عبد السلام، وأولاد تبان رئاستهم في فصيلة أولاد محمد بن موسى، وأولاد عبدوس أو غندوس (١) نسختان لابن خلدون رئاستهم في فصيلة بني صالح، ورئاسة الخراج في فخذ أولاد زائدة بن عباس، ورئاسة المهاية في فخذ أولاد ديفل.
قال ابن خلدون:"وعياض نزلوا بجبل القلعة بني حماد وغلبوا قبائله على أمرهم وصاروا يتولون جبايتهم، وطول الجبل من المشرق إلى المغرب ما بين ثنية غنية والقصاب إلى وطن بني يزيد بن زغبة، فأوله مما يلي غنية للمهاية والزبر، وبعدهم المرتفع والخراج، ويلي الخراج غربًا أولاد صخر وأولاد رحمة وهذا آخر وطن الأثابج" اهـ.
(١) قلت: ذكرها المدني في تاريخ الجزائر (قندوز) والظاهر أن العوام حرفوا نطقها بمرور الزمن.