(٢) (خزازى): كان ربيعة بن الحارث التغلبي سيد قبائل ربيعة بن نزار قبل الإسلام، وبعد موته خلفه ابنه كليب (وائل بن ربيعة) في السيادة، وكان لبيد بن عقية أحد عمال ملوك كندة القحطانية قد تزوج أخت كليب وتسمى الزهراء، وقد طغى على ربيعة بن نزار. وثقلت وطأته على قبائلها فأنكرت الزهراء على زوجها صنعه بقومها من ربيعة فقال لها: ما بال أخيك كُليب ينتصر لمضر العدنانية ويهدد الملوك كأنه يعز بغيرهم؟ فقالت الزهراء. ما عرف أعز من كليب أخي وهو كفؤ لها فغضب لبيد ولطمها لطمة قوية أعشت عينها فذهبت إلى أخيها وهي تقول شعرًا: ما كنت أحسب والحوادث جمة … أنَّا عبيد الحي من قحطان حتى أتتني من لبيد لطمة … فعشت لها من وقعها العينان إن ترض أسرة تغلب ابنة وائل … تلك الدنية أو بنو شيبان لا يبرحو الدهر الطويل أذلة … هدل الأعنَّة عند كل رهان فلما سمعها كليب ورأى بها أثر اللطمة ثارت به حميته فهجم على لبيد وقتله بالسيف ثم قال شعرًا: إن يكن قتلنا الملوك خطأ … أو صوابا فقد قتلنا لبيدا وجعلنا من الملوك ملوكا … بجياد جرد تفل الحديدا ذا شعار الحرب الذي يحلف النّاس … به قومكم ونذكي الوقودا أو بردوا لنا الإتاوة والفيء … ولا نجعل الحروب وعيدا إن تلمني عجائز من نزار … فأراني فيما فعلتُ مجيدا =