للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهيرة التي تزعمها كُليب (وائل) من تَغْلب ربيعة، وكان معه مُضَر وبعض قُضَاعة وقد صار ملكًا على العدنانية حتى قَتله جساس بن مُرَّة الشيباني من بكر بن وائل أخي تغلب بنو وائل، وكلتا القبيلتين من ربيعة العدنانية، ودامت الحرب بين الحيين أربعين عامًا. أما فرع القحطانية الآخر كهلان فمنه شعوب وقبائل كثيرة أغلبها نزح من اليمن بعد انهيار سد مأرب أشهرهم: الأزد بقبائلهم ومن الأزد الأنصار (الأوس والخزرج)، والغساسنة، وكان لهم مُلكًا بجنوبي الشام قبل الإسلام وكذلك هناك من قبائل كهلان الشهيرة غير الازد: خَوْلان - هَمَدان - طَيْئ - مَذْحِج - لَخْم - عَامِلة - جُذَام - كِنْدة (١) والأخيرة كان لها مُلْكًا في الحجاز واليمن، وعن لَخْم فكأَن لهم مُلكًا غربْ العراق بالحيرة وهم المناذرة اللخْميين، وقيل رأي آخر لنسَّابة مُضَر أيام الفاروق عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن النعمان بن المنذر وقومه هم أشلاء قنص بن معد بن عدنان، والذين انقرضوا قديمًا ودخلوا في القبائل، ولهذا حُسب النعمان وقومه من لَخْم خطأ، وقد اختلطت قبائل القحطانية


= فلما بلغ ملوك حِمْيَر باليمن جهزوا جيشًا كثيفًا وساروا به نحو ديار ربيعة، ولما عرف كُليب الخبر نادى في قومه بالغارة فأجابته ربيعَة ومُضَر وإياد، وبعض طيئ وقُضاعة رغم أنهما قحطانيتان، وعقد الألوية وتقدم برهطه الأراقم من تَغْلِب حتى غشي جيوش اليمن، فرقعت بينهم الوقائع الدامية وكانت قبائل اليمن قد نزلت بخزازى وعليهم عشرة أقيال من حِمْيَر فحمَّس كليب رجاله وحثهم على الثبات وجعل على كلّ قبيلة معه قائدًا، فجعل الأحوص بن جعفر (هوازن) على مُضَر - وجعل مرّة بن ذهل على ذهل وشيبان - وذهل بن حارثة على باقي ربيعة - وطرفة بن العبد على باقي قيس - وفي مقدمته سلمة بن خالد وهو المسمى السفاح التغلبي وأمره أن يعلو جبل خزازى ويوقد النار ليهتدي بها جيشه وإن غشيه العدو يوقد نارًا أخرى وتقدمت طلائع اليمن على ماء الذنايب فسار إليهم كليب وقتلهم عن آخرهم وهجمت كتائب أخرى من اليمن على السفاح فأوتد نارًا أخرى، وكان معظم المهاجمين من مذحج وقائدهم سلمة بن الحارث، فأقبل كليب في جموع من ربيعة فصبحهم والتقوا بخزازى واقتتلوا قتالًا، شديدًا دام أيامًا فانهزمت جموع اليمن وانتصرت نزار وبني عدنان نصرًا مؤزرًا فقال كليب:
لقد عَرفَت قحطان صبري ونجدتي … غداة خزازى والحتوف دوان
غداة شفيت النفس من ذل حِمْيَر … وأورثتها ذلا بصدق طعان
دلفت إليهم بالصفائح والقنا … على كلّ ليث من بني غَطَفان
ووائل قد جزَّت مقاديم يعرب … فصدفها فيّ صحوها الثقلان
(١) (كنْدة) - فى معجم ما استعجم للبكري
دكر أنَّه يقال إن كندة بن عمير بن معد بن عدنان، ثم ذهب إلى بلاد اليمن ونسب إلى القحطانية، كما ذكر أن الكون والسكاسك أبناء أشرس بن ثورهم أيضًا من حيادة بن معد بن عدنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>