للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثاروا به، وأخرجه سالم إلى حيه وعجل له بحينه واستبد بالجزائر داعيًا لأبي زيان.

وخرج أبو حمو سنة ٧٧١ هـ إلى متيجة، فأخضع الثعالبة وأخذ منهم جباية السنوات الماضية، وامتنعت عليه الجزائر ثم ملك عليه عبد العزيز سلطان مرين تلمسان سنة ٧٧٢ هـ وطرد أبا زيان ووضع الثعالبة مغارم ثقيلة، ثم مات سنة ٧٧٤ هـ وعاد أبو حمو إلى تلمسان وأبو زيان إلى تيطري.

وفي سنة ٧٧٦ هـ سعى محمد بن عريف شيخ سويد في إطفاء هذه الفتنة، فتم الأمر بخروج أبي زيان إلى رياح وأداء أبي حمو له إتاوة سنوية، وأوفد على أبي حمو سالم بن إبراهيم وشيوخ حصين وأعيان الجزائر، فأمنهم وعادوا إلى طاعته وبقي سالم على رئاسته بالجزائر ومتيجة وعمال أبي حمو تستوفي منه الجباية، وكل ينتظر الفرصة لشفاء صدره من الآخر.

وفي سنة ٧٧٨ هـ تآمر سالم ومرضى القلوب على أبي حمو، واستقدموا أبا زيان فغلب أبو حمو على الثورة وطلب سالم الأمان لنفسه على مفارقة أبي زيان فمنحه إياه، وخرج أبو زيان إلى الجريد وعاد أبو حمو إلى تلمسان مضمرًا الفتك بسالم لكثرة تلاعبه بالعهود، فلما كان فصل الشتاء وانحدرت العرب الذين يخشاهم أبو حمو إلى مشاتيهم نهض إلى متيجة، فأجفلت أمامه الثعالبة إلى رءوس الجبال، وبعث سالم أبناءه وأولياءه إلى الجزائر وتحصن هو بجبل بني خليل، ثم نزل كثير من الثعالبة إلى أبي حمو مستأمنين، وانتقل سالم إلى بني ميسرة من جبال صنهاجة وبعث أخاه ثابتًا إلى أبي حمو فاقتضى منه العهد ونزل إلى ابنه أبي تاشفين أواخر رمضان، فقبض عليه أبو حمو ولم يراع عهده ولا ذمة ابنه، واستولى على الجزائر وقفل إلى تلمسان فقتل سالما في شوال وتتبع إخوانه وقبيلتة بالقتل والسبي والنهب حتى دثروا، ثم قتل الأتراك منهم لأول استيلائهم على الجزائر مقتلة عظيمة ضاعفت ضعفهم.

وإذا لم يظهر من الثعالبة أمراء عظام فكفاهم فخرًا عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر وعالم القرن التاسع الهجري، وأبو مهدي عيسى عالم القرن الحادي عشر الهجري، ولعل الشيخ عبد الرحمن من فرع محمد بن سباع ولكن الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>