للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرفعون نسبه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كأنهم لم يكتفوا بشرف العلم.

وقد حكى الإخباريون أن الشيخ محمد المقري التلمساني كان يحضر مجلس السلطان أبي عنان فإذا دخل مزوار الشرفاء قام به السلطان فمن دونه إلا المقري فقال له المزوار ذات يوم مالك لا تقوم لي مثل السلطان إكرامًا لجدي فأجابه أما شرفي فمحقق بالعلم الذي أبثه، وأما شرفك فمن لنا بصحته بعد مضي أكثر من سبعة قرون؟ ولو تحققناه لأقمنا هذا السلطان من مجلسه وأجلسناك مكانه!

وبقية المعقل غير الثعالبة ذوو كثرة وانتجاع، ومواطنهم بين زناته فكانوا أحلافا لهم، وأكثر انجياشهم إلى مرين، وكان المنبات من ذوي منصور أحلافًا ليغمراسن بن زيان؛ وذوو عبيد الله محاربين له، ثم خضع الخراج منهم لبني عبد الواد، إذ كانت مواطنهم في مملكتهم فأدوا لهم الخراج وعسكروا معهم.

ولما أخذت الدولة في الضعف منحت الخراج خفارة وجدة وندرومة وبني يزناسن ومديونة وبني سنوس، ثم أقطعتهم إياها، فتملكوها وتملكوا أيضًا هنين ووضعوا على المجيز منها إلى تلمسان ضريبة فصارت جباية معظم مملكة تلمسان الغربية لهم.

ولما تملك أبو الحسن المريني تلمسان استخدم ذوي عبيد الله، وانتزع منهم كثيرًا من أملاكهم بالصحراء فثار عليه شيخهم يعقوب بن يغمور بن عبد الملك من العثامنة، ولكن لم يفعل أكثر من تشرده بالصحراء وولي مكانه منصور بن يعقوب ابن عبدالملك ثم ابنه رحو، ولما عادت تلمسان لبني عبد الواد صدق يعقوب بن يغمور في ولائهم، ورأس على قومه ومات فخلفه ابنه طلحة، وكان لرحو مقامات في خدمة أبي حمو الثاني، فولَّاه رئاسة قومه، وجعل طلحة رديفه، ويظهر أن رئاسة الخراج مغمورة برئاسة عامر وسويد من زغبة. زُغْبَة

تمتد مواطن زغبة غربي مواطن رياح على جنوب عمالتي الجزائر ووهران وتقدموا مع أحلافهم بني بادين إلى التل أواخر الدولة المؤمنية، ونقل يغمراسن بن

<<  <  ج: ص:  >  >>