للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيان بني عامر من نواحي زاغز إلى جنوب تلمسان أشجاء للمعقل الذين كثر عبثهم هنالك، وتبعت حميان بني عامر، وصارت في عدادهم ثم خشي يغمراسن على دولته من زغبة فحجرهم بالصحراء وأذلهم بالمغرم والعسكرة في جنده، واستمروا على ضعفهم المالي والسياسي مدة عظمة دولة تلمسان.

وكانت بين قبائل زناته حروب خاضت زغبة غمارها توسلًا إلى دخول التل، فلما تمكن الضعف من بني عبدالواد أيام أبي حمو الثاني نزل أبو زيان ابن عمه جبل تيطري سنة ٧٦٧ هـ وقام بدعوته حصين وسويد وبعض بني عامر، وكاد يتغلب على تلمسان وداعت ثورته نحو اثنتى عشرة سنة توالت فيها على أبي حمو الهزائم وتغلبت زغبة على كثير من التلول، ولم تنجل هذه الغمرة عن أبي حمو إلا بإقطاعه زغبة كل ما تغلب أعداؤه منها أو طمع فيه أولياؤه.

تقوت زغبة بهذه الإقطاعات ووضعت عنها ذل المغرم وجبت من في أراضيها من البربر وحرمت عروة لضعفها من الإقطاع، وقعدت حصين وأكثر بني يزيد عن الظعن.

ولزغبة حروب مع جيرانها فكانت بين بني يزيد والذواودة حروب وتغلبت الذواودة على الدهوس، فاستنجد بنو يزيد بعامر وهم يومئذ جنوبهم فأنجدوهم، وأخرجوا رياحًا عنهم، ففرض لهم أبو بكر بن زغلي رئيس بني يزيد على قومه ألف غرارة من الحبوب يأخذونها كل سنة وعرفت هذه الضريبة بالغرارة، وكانت حروب أيضًا بين عروة وجيرانهم من العمور ومسلَّم وسعيد؛ وبين سويد وبني عامر مع جيرانهم من المعقل وكانت فتن بين بطون زغبة المتجاورين.

وتنقلت رئاسة بني يزيد في كثير من بطونهم ثم استقرت في بني زغلي. فوليهم زيان بن زغلي ثم أخوه ديفل ثم أخوهما أبو بكر ثم ابناه ساسي فمعتوق ثم موسى بن أبي الفضل بن زغلي كان أيام أبي الحسن المريني، ثم أخوه أحمد ثم أخوهما علي ثم أبو الليل بن موسى وتوفي سنة ٧٩١ هـ فخلفه ابنه.

ومن رؤساء حصين لعهد ابن خلدون علي بن صالح بن ذياب بن مبارك بن محيَّا بن مهلهل بن شكربن عامر بن محمد بن خشعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>