ومن رؤساء عروة لعهده محمد بن زيان بن عسكر بن خليفة بن النظر ويرادفه سمعون بن أبي يحيى بن خليفة بن عسكر.
وأقوى بطون زغبة سويد أحلاف مرين وبنو عامر أحلاف بني عبد الواد، ويحالف سويدا محيَّا من العمور والعطاف والديالم وبنو يقظان وعبيد الله من زغبة، ويحالف بني عامر أولاد زكرير من العمور والنضر من زغبة، وموطن بني عامر تسالة وملاته إلى هيدور جبل وهران، وموطن سويد ما بين وانشريس وتلمسان عرضًا وخليج رزيو والشط الشرقي طولا، وينحدرون شتاء إلى مزاب فيمرون بأفلو وتاجموت، وموطنهم أغنى مواطن زغبة وأكثرها سكانا ومع ذلك لم يبلغ بنو عامر ولا سويد عظمة الذواودة لكثرة الفتن بالمغرب الأوسط وخلوه من إمارة كإمارة بني مزني تؤيد إخوانها من العرب ولعدم اجتماع كلمة زغبة على هذين البطنين.
وكانت سويد موالين لعبد الواد قبل تملكهم تلمسان، ورئاستهم لأولاد عيسى بن عبد القوي، وكان رئيسهم لعهد يغمراسن مهدي بن عيسى ثم ابنه يوسف وأقطعه ببلاد سيرات والبطحاء وأقطع ابن عمه عنتر بن طراد بن عيسى قرارة البطحاء ورأس بعد يوسف أخوه عمر، وأدناه يغمراسن، فربما استخلفه في خروجه للحرب على تلمسان ومملكتها الشرقية، ثم كانت بينهما فتنة هلك فيها عمر، وتأخر قومه فنزلوا خلف مواطن توجين وحالفوهم على حرب عبد الواد.
ورأس طغون سويد عثمان بن عمر وترك من الأبناء ميمونًا وسعيدًا ويحيى، فخلفه ميمون ثم تغلب عليه سعيد، فلحق ببني مرين وتوفي بسجلماسة أيام الأمير أبي على أخي السلطان أبي الحسن، ووفد سعيد بن عثمان على السلطان يوسف المريني وهو محاصر لتلمسان فأكرمه ثم أجمع قتله، ففر إلى قومه وأجلب أثناء ذلك الحصار على أطراف التلول فملك السرسو وجبل كريكرة، وعادت تلمسان لعبد الواد وأفضى أمرها إلى أبي تاشفين الأول، وكانت بينه وبين عريف بن يحيى مودة، فقربه إليه ثم سخطه فلحق ببني مرين سنة ٧٢٠ هـ وانتقم منه أبو تاشفين بسجن عمه سعيد، فلم يزل مسجونًا حتى توفي حوالي سنة ٧٣٧ هـ.