وخلف سعيد ابنه سمعون، وهلك سنة ٧٣٢ هـ فخلفه أخوه عطية، وهلك بعد فتح تلمسان، فعقد أبو الحسن مكانه لونزمار بن عريف، فغضب المسعود بن سعيد ولحق ببني عامر. وأجلب على أبي الحسن بالدعي ابن هيدور، ففرق ونزمار جموعهم، ثم رقي أبو عنان ونزمار إلى مجلسه وعقد على بادية سويد لأخيه عيسى وقتله أبو حمو الثاني في زحفه إلى تلمسان وعقد مكانه على سويد لميمون بن سعيد، فدس عليه محمد وأبو بكر ابنا عريف من اغتاله، وخلفاه في رئاسة قومهما وغمسا أيديهما في ثورة أبي زيان وأطمع محمد أبا حمو في استصلاح أخيه وطالت تمنيته إياه، فاتهمه بالمراوغة وأودعه السجن سنة ٧٧٠ هـ فلحق أبو بكر بأخيهما ونزمار، وحمل عبد العزيز المريني على فتح تلمسان، وبعد وفاة عبد العزيز عاد أبو حمو إلى تلمسان، واستقام معه ونزمار وحمل أخويه على مصافاته، فأقطع أبو حمو أبا بكر كلميتو ومحمدا مازونة.
وأعظم رؤساء سويد هما عريف بن يحيى بن عثمان وابنه ونزمار، فقد اتخذ أبو الحسن المريني عريفًا خليلا ووزيرًا مشيرًا وسفيرًا بينه وبين ملوك مصر وتونس وغرناطة ورفع مقامه على كل عربي في ممالكه، وهو الذي كان يغريه بفتح تلمسان، وحضر معه فتحها وفتح تونس، وكان على يمينه في موكب دخوله تونس وعاد لحرب عبد الواد لما ملكوا تلمسان، فهزموه ولم يجد السبيل للعود إلى تونس، فلحق بفاس، وأكرمه أبو عنان الثائر يومئذ على أبيه، وتوفي أيامه وكان منجبًا، فاشتهر من أبنائه ونزمار ومحمد وأبو بكر وعيسى.
وكان ونزمار أكبرهم، وعقد له أبو الحسن بعد فتح تلمسان على قبيلة بني مالك وجعل له رئاسة البدو بجميع ممالكه وأخذ الصدقات والضرائب منهم، فعكف على بابه كبراء العرب وشيوخهم ونزلوا على إشارته، ولما أوقعت مغراوة بأبي الحسن سنة ٧٥٠ هـ أنجاه إلى جبل العمور، وألحقه بسجلماسة، فبعث إليه أبوه عريف بالرجوع عنه إرضاء لأبي عنان، فلما خلص الأمر لأبي عنان أقطع ونزمار قلعة تاوغزوت والسرسو كثيرا من بلاد توجين وهلك عريف فاستقدمه وأجلسه مجلس أبيه حذو أريكته.