للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المريني، فرده بخفي حنين، وقتله بنو حميد أيام أبي حمو الأول، فخلفه ابنه عثمان واختلفت أيامه مع بني حميد سلما وحربًا، ثم حالف سويدا، ولحق في قومه بالمغرب احتماء بعريف بن يحيى السويدي، ثم عادوا إلى مواطنهم لما زحف أبو الحسن إلى تلمسان، فقتل بنو حميد عثمان، وخلفه رديفه هجرس بن غانم بن هلال إلى أن مات، فخلفه سُلَيْم بن داود، ثم ابنه ساسي، فلم يزل ساسي بن سُلَيْم لعبد الواد، وانتقل إلى النضر من عروة.

وكان رئيس بني حميد لعهد يغمراسن معروف بن سعيد بن رباب ثم ابنه يعقوب، وكان مع داود بن هلال في إنجاد عامر لأبي بكر بن زغلي على رياح، ثم ابنه إبراهيم، وهلك بعد مقتل سعيد بن داود، فخلفه ابنه عامر، وكان شهمًا حازمًا حسن السمعة، ووفد على أبي سعيد سلطان مرين قبل سنة ٧٢٠ هـ وخطبه بنته، فأنكحه عامر إياها، ووصله السلطان بمال وفير، وقتله عثمان بن سعيد اليعقوبي غدرًا.

وخلفه ابنه صغير وفر في قومه إلى الصحراء لما ملك أبو الحسن تلمسان ونزل القليعة جنوب مزاب، ثم جاءه تائبًا، وصحبه إلى تونس وحضر معه وقعة القيروان وعادت تلمسان لعبد الواد، فأخلص لهم الطاعة، وملك أبوعنان تلمسان فأصحر كعادته، وردد الغارات على أطراف ممالك مرين، ووصل يده بأعدائهم، وبلغه خلاف يعقوب بن علي الذوادي على أبي عنان فوفد بقومه عليه، وأبو حمو الثاني يومئذ بتونس، فاتفق يعقوب وصغير على تجهيزه لطلب ملك سلفه بتلمسان، فعاد به صغير في جمع من الذواودة أبلغوهم تخوم بلادهم. ولقيتهم سويد فهزموها، واحتلوا تلمسان بعد وفاة أبي عنان ومات صغير سنة ٧٦١ هـ ودفن بالعباد، واحتفى أبو حمو بجنازته.

وخلف صغيرا أخوه خالد، ويرادفه عبد الله بن صغير، وكان أبو حمو قد قرب إليه عبد الله بن عسكر بن معرف بن يعقوب بن معروف بن سعيد فحملت الغيرة خالدًا على الخلاف، ووصل يده بعبد العزيز سلطان مرين، وحارب أبا حمو ونال منه ثم غمس يده في ثورة أبي زيان، فأخرج له أبو حمو ابنه أبا تاشفين في جموع سويد والديالم والعطاف وغيرهم، وكانت جموع خالد عظيمة لكن أبا

<<  <  ج: ص:  >  >>