بجاية، وأعفوا ذكر أولاد يوسف، ففي سنة ٨٤٠ هـ نازل السلطان نفسه عبد الله بن عمر بن صخر، ولم ينل منه حتى قتل غدرا سنة ٨٤٣ هـ وحملت رأسه إلى السلطان، وفي سنة ٨٤٦ هـ قتل محمد بن يحيى السيليني عبد المؤمن بن أحمد والي بجاية، وعظم صيت محمد بن سعيد من بني صخر من بعد، واختلفت أحواله مع السلطان بين ولاء وعداء، فنقله وأهله سنة ٨٦٤ هـ إلى تونس، ثم سرحه سنة ٨٦٧ هـ فأثار عليه محمد المتوكل سلطان تلمسان سنة ٨٧٠ هـ وكان يدعو له من قبل. وقد انقطعت عنا أخبار شمال الجزائر الحفصية بعد المراكشي الذي انتهى إلى أيام أبي عمر عثمان. أما الجنوب فكانت به لورقلة وريغة رئاسة، وربما قطعتها الدولة فتجددت بعد حين، ولم تزل الإمارة بورقلة وتقرت حتى العصر التركي.
قال ابن خلدون ما ملخصه:"اختطت ريغة ما بين الزاب وورقلة قرى كثيرة في عدوة وادي ينحدر من الغرب إلى الشرق منها المصر الكبير والقرية المتوسطة والأطم، قد نضدت حفافيها النخيل وانساحت خلالها المياه، "وكان وادي ريغ من عمل الزاب وفي إقطاع الذواودة، فكثيرا ما يعسكر عليهم ابن مزني أو الذواودة لاقتضاء الجباية، وأكبر تلك الأمصار تقرت وهو مصر مستبحر العمران بدوي الأحوال كثير المياه والنخل، وكانت رئاسته لعبيد الله بن يوسف بن عبد الله ثم لأبنائه داوود فيوسف فمسعود ثم الحسن بن مسعود ثم ابنه أحمد شيخها اليوم، وتماسين دون تقرت في العمران والخطة، ورئاسته لبني إبراهيم من ريغة أيضًا وسائر أمصار ريغة كل مصر منها مستبد بأمره وحرب لجاره، وورقلة اختطوا المصر المعروف بهم، ودخله أبو زكريا الأول في مطاردته لابن غانية، فزاد في تمصيره، واختط مسجده العتيق ومأذنته المرتفعة ونقش في الحجارة اسمه وتاريخ وضعه، وهو باب أهل الزاب إلى السودان، ويعرف رئيسه باسم السلطان شهرة غير نكيرة بينهم، وهو اليوم أبو بكر بن موسى بن سُلَيْمان من بني أبي غبول، فخذ من بني واكير إحدى بطون بني ورقلة، ورئاستهم متصلة في عمود هذا النسب، وكان يوسف بن عبيد الله صاحب تقرت تغلب على أبي بكر أزمان حداثته" اهـ.