الطريق من قسنطينة إلى بجاية فذكرها أديب قسنطينة علي بن الفكون في نظم رحلته إلى مراكش بقوله:
وكم أورت ظباء بني ورار … أوار الشرق بالريق الشهي
وجمع العبدري بينها وبين ميلة، فقال في رحلته:
"ثم وصلنا إلى بني ورار ثم إلى ميلة فلم نر إلا رسومًا بحوادث الدهر محيلة، وكلاهما على شكل مدينة ليست بثمينة ولا متينة عمل البلاء فيهما وفي السكان وأدخل الجميع في خبر كان، وفي كلتيهما عين تسح وعنصر يجود ولا يشح، وبنو ورار أعمر المحلين وعينهما أغزر العينين" اهـ، واليوم بنو ورار خراب وميلة لم تزل عامرة.
وكان رئيس أولاد سواق هو علي بن علاوة بن سواق ثم أبناءه طلحة فيحيى فمنديل الذي عزله أبو بكر، وأدال من بني علاوة بني عمهم أولاد يوسف بن حمو بن سواق، فلحق بنو علاوة بجبل عياض، ثم كانت لهم كرة أيام أبي عنان. فعقد على سدويكش لمهنا بن تازير بن طلحة، ولكن قتله أولاد يوسف، فعاد بنو علاوة إلى جبل عياض، ورأس عليهم عدوان بن عبد العزيز بن زروق بن علي بن علاوة، ثم هلك وافترق بعده أمرهم، وبقيت رئاسة سدويكش لأولاد يوسف.
قال ابن خلدون:"ويرادف أولاد سواق في الرئاسة على بعض أحياء سدويكش بنوسكين، ومواطنهم جوار لواتة بجبل بابور وما إليه من نواحي بجاية، ورئاستهم في بني موسى بن ثاير، أدركنا ابنه صخر بن موسى، واختصه السلطان أبو يحيى بالرئاسة على قومه، وكان له مقامات في خدمته، ثم عرف بالوفاء مع ابنه الأمير أبي حفص، فلم يزل معه إلى أن أوقع به بنو مرين بناحية قابس، فقطعه السلطان أبوالحسن من خلاف، وهلك بعد ذلك فخلفه ابنه عبد الله، وكان له شأن في خدمة صاحب بجاية وهلك أعوام الثمانين، فخلفه ابنه محمد وهو لهذا العهد". اهـ.
يظهر أن سكين محرف سيلين، فإن الموطن لبني سيلين، وبني صخر معروفون برئاستهم، وكان لهم أيام السلطان أبي عمر عثمان تغلب على وطن