بتونس، ثم كانت لصنهاجة كرة أخرى على يد أحمد ابن القاضي لما تقلص ظل الدولة الحفصية عن الجزائر وظهر بها الأتراك.
وكان بنو تليلان ممتنعين بجبلهم الممتد شمال ميلة وقسنطينة إلى أن غلب الموحدون على إفريقيا فوفد شيخهم أبو بكر على الخليفة بمراكش وتقرب إليه بفرض المغرم على جبل قومة وثبت عقبه على الولاء لدولتي الموحدين وبقوا على رئاستهم بالجبل، وعرفوا بأولاد ثابت وسمي الجبل بهم، ويظهر أن جبلهم هو المدعو اليوم سقاو، بقاف بدوية مخففة قبالة ميلة، فإن سقاو كثير المياه والثمار وبه آثار حصون مدهشة، وقد قال يحيى بن خلدون:"فتح أبو حمو الزياني ميلة آخر شوال سنة ٧٥٨ هـ وأصمد قومه رابع يوم فتحها إلى جبل بني ثابت" اهـ.
ومن بني ثابت حسن بن إبراهيم بن أبي بكر بن ثابت، ولَّاه أبو بكر حجابته لما خرج إلى بجاية سنة ٧١٢ هـ وأناب بقسنطينة أخاه عبد الله، ثم عاد ابن غمر من وفادته على ابن اللحياني، فسعى بينهما لدى أبي بكر كي يخلو له وجهه فقتل عبد الله بفرجيوة سنة ٧١٣ هـ وكان أخوه حسن قد خرج لجباية الوطن، فأوعز أبو بكر بقتله إلى عبد الكريم بن منديل السدويكشي فقتله بوادي القطن، وهو واد شرقي ميلة قريب منها يصب في وادي قسنطينة.
قال ابن خلدون: وكان آخرهم رئاسة بالجبل علي؛ أدرك دولة بني مرين بإفريقيا وولي بعده ابنه عبد الرحمن ووفد على أبي عنان بفاس ولما استجد السلطان أحمد حفيد أبي بكر دولته بإفريقيا استولى عليهم ومحى أثر مشيختهم ورئاستهم وصيَّرهم في عداد جنده وحاشيته واستعمل في الجبل عماله" اهـ.
وبقية بني ثابت مساكنون اليوم لقبيلتنا أولاد مبارك، وهم قليلون يدَّعون الشرف الشرعي شأن الأسر التي فقدت الشرف الحربي.
وكانت رئاسة سدويكش في أولاد سواق ثم في بني سيلين، ومواطنهم في عمل بجاية وقريتهم بنو ورار بتخفيف الراء هي آخر ذلك العمل، وربما دعيت بني وراء أو بني ياوراء أو بني تاوريرت، وهي في آخر وطن فرجيوة غربًا بقربها أنقاض مدينة إيكجان وبمقربة من أنقاضها اليوم قرية بني عزيز، وكانت تمر بها