للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معه من أسلحة وكراع غنيمة، وقتل أمير قُرَّة سماد ابن نخيل وشيخ الذواودة محمد بن مسعود وابن عمه حركات ابن الشيخ وزعيم قبيلة مغراوة وغيرهم (١).

وكان بنو ذباب حلفاء ابن غانية موتورين من قراقوش؛ لأنه قتل منهم جماعة حين دخل قابس، فحفزوا ابن غانية على المسير إليه وهو مستقر بودان طلبا لثأرهم، فسار إليه ابن غانية في الذبابيين سنة ٦٠٩ هـ وحصره إلى أن نفد زاده، فاستسلم مشترطا على الأعراب أن يقتلوه قبل ابنه، ففعلوا، وصلبه ابن غانية بظاهر ودَّانى (٢).

وقد بقيت المنازعات بين ابن غانية والموحدين في مد وجزر، وفي شعبان سنة ٦١٤ هـ زار أبو محمد عبد الواحد بن أبي حفص مدينة طرابلس، وأمر بأن يبني حول سورها فصيل أقصر منه، وقد سمي هذا الفصيل: "الستارة" (٣)؛ ولما توفي الشيخ أبو محمد سنة ٦١٨ هـ، وكان قد هدَّأ الأحوال، وقضى على أكثر الفتن، وخلفه في ولاية إفريقيا أبو العلاء إدريس، فعاد ابن غانية يجدد محاولاته، وكان قد اتخذ ودان مركزا له بعد التخلص من قراقوش - فأرسل الموحدون جيشا لحصاره فيها، ففرَّ منها إلى الزاب، فتعقبه أبو زيد حتى نازله وهزمهُ، ولقي ابن غانية مصرعه وقضيت بذلك الفتنة التي أرقت دولة الموحدين عدة سنوات مريرة.


(١) ابن خلدون ٦: ٢٧٩.
(٢) رحلة التجاني: ١١٠.
(٣) رحلة التجاني: ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>