للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- في عام ٩٢٧ هـ أيضًا عاد عربان الشرقية إلى شق عصا الطاعة على السلطان ونهبوا الضياع، وزحفت عليهم تجريدة اشتبكت معهم وكان قائدهم وشيخهم بيبرص ولم تفز منهم بطائل، ثم كبسوها في الليل فانهزمت فاشتد اضطراب الحالة في الشرقية وتحالف سبع طوائف من العربان على العصيان وقتئذ منهم بنو عطية (المعازة) وبنو حرام (جُذام) وبنو عطا (مُطير)، وقد أزعجت هذه الحركة ملك الأمراء وبذل جهده في تهدئتها مع الأمير أحمد بن بيبرص حتى جعله يقنع والده بالتخلي عن المشيخة ثم خلع عليه وولاه إياها.

(ب) ما قاله الجبرتي في تاريخه:

- في عام ١٢١٨ هـ لما رجع محمد بيك الألفي كبير المماليك من بريطانيا إلى مصر، أخذ الوالي العثماني والقوات العثمانية يطاردونه ودخل نجع عرب الحويطات مع طائفة من المماليك كانت معه، والتجأ إلى امرأة من العرب فأجارته وأعطته هِجْنا (١) وسيَّرت معه شخصين من البدو، وفي طريقه إلى الخانكة (٢) خرج عليه جماعة من عربان بلِّي بزعامة شيخهم سعد بن إبراهيم وأحاطوا به، فما كان منه إلا أن رمى ما معه من ذهب وجواهر وفراء فشُغلوا بها فنجا منهم، ثم التجأ إلى عرب المعَّازة حيث لقي مأمنه لفترة من الوقت من سطوة الدولة.

وفي عام ١٢٢١ هـ/ ١٨٠٧ م صمم محمد علي باشا الانتقام من عربان المعازة الذين استمروا ينقلون التجارة بين الصعيد والقاهرة بالرغم من محاولات محمد علي منع كل الإمدادات عن البكوات بالصعيد (هم المماليك المعادين له) فتربص لتلك القافلة عندما وصلت بالقرب من جبل المقطم ووهمهم وأخذ الجمال والمتاع وساق أولادهم ونساءهم إلى القاهرة.


(١) هجْنا: بعيرا.
(٢) الخانكة: قرية قديمة من قرى القليوبية وذكرها ابن إياس في القرن العاشر الهجري خانقاة سرياقوس - انظر بدائع الزهور في وقائع الدهور - وسرياقوس ما زالت قرية بنفس الاسم، أما الخانكة فصارت الآن مدينة ومركزا كبيرا من مراكز المحافظة، وكان أكثر عربان هذه النواحي من الحويطات والعيايدة وبلّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>