هزمهم الطوارق في القرن الثامن عشر أو قبل ذلك ثم اختلطوا بهم وضموهم إلى قبائلهم.
ولكن هذا الانتساب إلى العروبة، ليس له فيما يبدو أي تأثير على وضع إسوكمرن الاجتماعي، حيث إن الطوارق يضعونهم في نفس المرتبة التي يضعون فيها العشائر (التابعة) غير النبيلة، على أن إسوكمرن الذين أثروا في العصور الأخيرة وأصبحوا يملكون كثيرًا من الجمال، يتمتعون بسمعة ونفوذ كبير استعاضوا به عما فاتهم من الشرف في التنظيم الهرمي الطارقي.
ومن أهم عشائر إسوكمرن عشير اريجناتن (Irreguenaten) التي تعيش في منطقة تامسنا، في جنوب الهجار وتمتد مجالات رعيها من هناك في الاتجاه الشمالي الغربي، عبر أدرار إيفوغاس، لتصل أحيانًا إلى عرق "الشيش"، ويسود الاعتقاد بأنهم ينحدرون من أصل عرب القرارة (١) ونساء من طوارق أبوتناتن، وهذه العشيرة الكثيرة العدد، أصابت ثراء واسعًا بحيث أقاموا لأنفسهم نوعا من الاستقلال الذاتي وحصلوا على مركز رفيع لا تحلم به كثير من العشائر التابعة من الطوارق. وهم يتفرغون إلى فرعين أساسيين: اهجرانن وستافنن، يرجع كل منهما فيما يعتقدون إلى جد عربي غير جد الثاني.
والملاحظ أن العشائر التي تنتمي إلى أصل عربي من الطوارق تعيش خارج جبال الهجار، في القوس الذي يحيط بها في المغرب والجنوب الغربي والجنوب الشرقي وفي الجنوب حوالي أراضي قبيل الطوارق أجار.
لم تستقر أسرة من الأشراف في الطوارق - فيما نعرف - قبل الأسرة المغربية التي هاجرت إلى هنا، وأقامت دولة شملت طوارق الهجار وطوارق أجار، وحكمت دولة "امنانن"(وربما كان ذلك تحريف امامن = الأئمة) حتى سنة ١٦٥٠ م حينما اغتال رجل من قبيلة أوراغن أجار "جمعة" آخر هؤلاء السلاطين الأئمة. وقد تلى هذا الحدث عهد من الفوضى والحرب الأهلية التي استمرت طويلًا.