يتفق الباحثون على أن الطوارق قبيل بربري من أقدم من سكن الصحراء، وهذه الحقيقة التي أشار إليها الرحَّالة المغربي "ابن بطوطة" وأكدها من قبل أبو عبيد البكري الذي كان يكتب في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي حيث يقول في وصف تادمكة (في أدرار إيفوغاس) ما يلي: "وتادمكة أشبه بلاد الدنيا بمكة، ومعنى تادمكة: هيئة مكة، وهي مدينة كبيرة بين جبال وشعاب، وهي أحسن بناء من مدينة غانة ومدينة كوكو، وأهل تادمكة بربر مسلمون، وهم يتنقبون كما يتنقب بربر الصحراء، وعيشهم من اللحم واللبن ومن حبٍّ تنبته الأرض من غير اعتمال، ويجلب إليهم الذرة وسائر الحبوب من بلاد السودان، ويلبسون الثياب المصبوغة بالحمرة من القطن والنولي وغير ذلك، وملكهم يلبس عمامة حمراء وقميصا أصفر وسراويل زرقاء، ودنانيرهم تسمى "الصلع"؛ لأنها ذهب محض غير مختومة، ونساؤهم فائقات الجمال لا تعدل بهن أهل بلد".
على أن الباحثين الحديثين، وفي مقدمتهم بن هزرا (Benhazra) وبلانجرون (Blongueron) يتفقون على أن عددًا من القبائل التابعة للطوارق والمعدودة منها، تنتمي إلى أصل عربي أو إلى أصل طارقي عربي مختلط، وهؤلاء يجتمعون في عدد من العشائر تضمها علاقات تشبه علاقة القبيلة ويسمون "إسوكمرن (Isoquamaren). ويقول بن هزرا: إن إسوكمرن يزعمون أنهم ينحدرون من أصل امرأة اشتراها عربي من الغزاة العرب الذين جاءوا إلى البلاد في منتصف القرن السابع (كذا) الميلادي، ولكن الطابع الأسطوري لهذه القصة واضح؛ حيث إن ذلك يعني أن هؤلاء العرب وصلوا إلى أدرار قبل الفتح العربي للمغرب بعدة أجيال، وبالتالي، فإن هذه القصة ليست أصح ولا أقرب إلى المنطق التاريخي من تلك التي يرددها مؤرخو العجائب والغرائب من الغربيين الذين يزعمون أن الطوارق ينحدرون من قبيل من أصل الصليبيين ضلوا طريقهم بعد هزيمتهم في الشرق وقطعوا الفيافي تائهين حتى استقر بهم المقام في الهجار.
ويعتقد مؤرخ الصحراء والمستكشف المعاصر "لهوط" (Lhote) أن إسوكمرن ينحدرون من آباء من العرب وأمهات من الطوارق ينتمين إلى منطقة تادميت، ولكن بلانجرون يرى أنهم ينحدرون من أصل عربي من واحتي تيديكلت وتوات،