المستكشف دوفيريي، يخبرنا بعد ذلك بأربعين سنة بأن هذه القمصان أصبحت نادرة في الهجار، والقطعة الأخرى التي اختفت بين ملابس الطوارق هي نوع من لباس الرأس يشبه الطربوش، وهو مصنوع من اللباد وتدار حوله عمامة خاصة، وعلى الرغم من أن بعض رجال القبائل المغربية لا يزالون يرتدون هذه "الطرابيش" حتى الآن، وإن كانت تمثل لباس الرأس الشائع في الهجار أثناء زيارة دوفيريي له، فهو قد اختفى منذ نحو نصف قرن من الزمن.
ورجال الطوارق حاليًا يلبسون سراويل فضفاضة سوداء أو ذات لون أزرق وغامق، مصنوعة من القطن تنزل حتى الركبة وطرفي الرجلين حتى العقب، وفوقه قميص واسع من القطن حلت محله "القندورة" التي لم تعش طويلًا بينهم حيث حل محلها هي الأخرى اللباس الأوروبي الذي قضى على الملابس التقليدية في مختلف أنحاء الجزائر، وكذلك كان الطوارق يلبسون رداء خارجيا فضفاضا مصنوعا من الصوف في أيام البرد، ولكن هذا اللباس حل محله البرنوس المستعمل في الشمال.
وينتعل الطوارق نوعين من لباس الرِّجل، أحدهما عبارة عن صندل ينعكف آخره على أصابع القدم ويمسك بواسطة خيط من الجلد ويمتد بين الأصبع الكبير والأصبع الصغيرة إلى الكاحل (رسغ القدم)، والنوع الثاني يستورد من السودان، وهو عبارة عن صندل مسطح أوسع من القدم بنحو بوصة في جميع الاتجاهات ويربط بخيط رقيق من الجلد بالرجل.
هذا بالنسبة إلى الرجال، وأما نساء الطوارق فيلبسن ثوبًا مصنوعا من القطن يتدلى من الخصر حتى ما تحت الركبة، وسراويل فضفاضة مثل سراويل المدنيات في الجزائر، ولو أنها أقصر قليلًا، وكذلك يلبسن نوعا من "القندورة" بيضاء وأخرى زرقاء فوقها، ويتوّج كل ذلك شال ووشاح يغطي الرأس أزرق مصنوع من القطن، وكذلك كانت الطوارقيات في الماضي يلبسن في الصيف نوعا من القبعات واسعة الحواشي مخروطية الشكل مصنوعة من القش، ولكن هذا اللباس اختفى الآن تقريبًا.