للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت مواطنهم الأصلية تبتدئ في شمال المغرب الأقصى، من حدود بلاد الريف من جهة الشرق إلى المحيط الأطلسي من جهة الغرب، ثم تمتد مساحلة إلى الجنوب شاملة سهول أزغار (الغرب) وتامسنا (الشاوية) ودكالة والحوز حتى تتصل بجبال الأطلس الكبير إلى سفوحها الخلفية المطلة على إقليم سوس، ثم تسير شرقًا من رؤوسها الداخلة في المحيط الأطلسي إلى ملتقاها بجبال الأطلس المتوسط بين تازة وتادلة عند ثنية المعدن المعروفة ببني فازاز المفضية إلى آكرسلوين بناحية سجلماسة حيث تبتدئ مواطن الزناكة (١) فهم أهل الجبال وغيرهم أهل البسائط إلا قليلا.

وتشتمل مصمودة على شعوب وعدد كبير من القبائل تعرف بأسماء فرعية، ولم يبق معروفًا منها بالاسم الأصلي إلا قبيلة واحدة مستقرة قرب مدينة وزان إلى الشمال الغربي من فاس، وبطون مندمجة في قبائل مصمودية وغير مصمودية بالمغرب الأقصى والجزائر، وفيما يلي أهم شعوب مصمودة وقبائلها:

أ - برغواطة: أكد ابن خلدون في صيغة الجزم أن برغواطة (شعب من شعوب المصامدة معروف (٢) بعد ما ذكر قبل هذه العبارة بقليل (أنهم كانوا شعوبًا كثيرة متفرقة (٣) والذي يتتبع كلام المؤرخين الذين عاشوا قبل ابن خلدون يقرون وكانوا معاصرين لبرغوطة يفهم أن هذه الكلمة ليست لها دلالة سلالية بالمرة وإنما تدل على نحلة دينية أطلقت على القبائل التي اتبعتها فقيل لها برغواطة كما يقال الشيعة والخوارج والرافضة والمعتزلة، وأصل الكلمة على ما ذكر المؤرخون أن صالح بن طريف أو يونس مؤسس ديانة برغواطة أصله من فحص برباط بالأندلس فقيل لكل من دخل في الديانة التي ادعى أنه أوحي إليه بها برباطي أو أبرباط، ثم أحاله العرب بألسنتهم إلى برغواط وأضافوا إليها هاء الجمع فصار برغواطة، أما أتباع هذه النحلة الذين يطلق عليهم هذا الاسم فهم بنو صالح بن طريف واثنتا


(١) أو الصناكة بالصاد: صنهاجة الجنوب.
(٢) تاريخ ابن خلدون ٦: ٤٣٥.
(٣) تاريخ ابن خلدون ٦: ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>