للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة قبيلة من قبائل البتر والبرانس ذكرها بأسمائها أبو عبيد البكري في المسالك والممالك (١) كما ذكر سبع عشرة قبيلة أخرى كانت تطيعهم وتحسب من مملكتهم مع بقائها متمسكة بالإسلام.

كانت المنطقة التي شاعت فيها ديانة برغواطة هي منطقة تامسنا بالمغرب الأقصى الممتدة من نهر سلا (٢) إلى نهر أم الربيع، أي ما يعادل المنطقة التي تسكن فيها حاليا قبائل الشاوية وزعير، وكانت في الأصل موطنًا لزناتة وزواغة حتى نزل بها طريف صاحب ميسرة الحقير الذي سن لأهلها مذهبًا لم يلبث ابنه صالح أن صيره ديانة، فانضمت إليهم قبائل أخرى عرفوا وإياهم باسم المذهب الذي يدينون به، وقد استمر هذا المذهب قائمًا إلى منتصف القرن الخامس الهجري، ولكن أتباعه بقوا منذ تأسيسه معرضين لهجمات الإمارات والممالك الإسلامية بالمغرب والأندلس وتنكيلها، ومن أشهر الأمراء والقواد الذين فتكوا بهم الأمير تميم اليفرني بعد سنة ٤٢٠ هـ والفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي داعية الموحدين الذي استشهد وهو يقاتلهم بكريفلة من أرض زعير سنة ٤٥٠ هـ.

وقد اندثر اسم برغواطة منذ ذلك التاريخ وحل محل أتباعه في مواطنهم أو شاركهم فيها قبائل عربية طارئة وأخرى بربرية متعربة مثل مالك وسفيان، وعامر وحصين، والشاوية وزعير.

ب - تينملل (٣): من قبائل مصمودة على عهد الموحدين، كانوا يعدلون هرغة قبيلة المهدي بن تومرت داعيتهم في التعصب له لتحيزه إليهم وبناء داره ومسجده بينهم، وقد ذكر صاحب كتاب (الأنساب في معرفة الأصحاب) أحد عشر بطنًا (٤) لتينملل، وتسمي القبيلة اليوم أهل وادي نفيس وهي واقعة إلى


(١) المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب ص ١٤٠.
(٢) سماه أبو عبيد في المسالك والممالك نهر وانسيفن وقال. إنه يقع في نهر سلا تحت الرباط فني البحر المحيط فهو ولا شك أحد روافد نهر أبي رقراق الحالي
(٣) تكتب أيضًا نينمل وتنملل.
(٤) أخبار المهدي بن تومرت ص ٤ باريز ١٩٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>