للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن قبائل غمارة المعروفة بأسمائها الفرعية ما زالت تعمر منطقة أوسع وأكبر، كما أن قبائل أخرى معروفة بالاسم الأصلي أو الأسماء الفرعية انتقلت من مواطنها الأولى إلى مواطن جديدة بالمغرب الأقصى والمغرب الأوسط.

ك - هرغة: قبيلة المهدي بن تومرت داعية الموحدين، واسمها البربري أرغن، يظهر أنها كانت قبيلة كبيرة، وعدد صاحب (الأنساب) بطونها والمضافين إليها، لكنهم دثروا وتلاشوا وانتفقوا في القاضية من كل وجه، لما كانوا أشد القوم بلاء في القيام بالدعوة وأصلاهم لنارها بقرابتهم من صاحبها وتعصبهم على أمره، ولم يبق منهم إلا أخلاط وأوشاب، أمرهم إلى غيرهم من رجالات المصامدة لا يملكون عليهم منه شيئًا (١).

بقاياهم موجودة اليوم بإقليم أكدير إلى الشرق من مدينة رودانة (ترودانت) قرب وادي سوس.

ل - هزرجة: ذكروا في كتاب (الأنساب) بالاسم السابق المعرب وبالاسم الأصلي المبربر ايليزركن وعدوا فيه من جملة القبائل، ولا تعرف اليوم قبيلة بهذا الاسم، وأحسب قبيلة الزرقيين الموجودة إلى الجنوب من وادي درعة من بقايا قبيلة هزرجة.

م - هزميرة: كانت مستقرة بحوز مراكش.

ن - هنتاتة: واسم جدهم هنتات ينتي بلسان المصامدة، ذكر لهم في كتاب (الأنساب) تسعة بطون مثل غيغاية ووزكيتة، فلا شك أن مواطنهم كانت حيث القبيلتان المذكورتان جنوب مراكش، كانوا على عهد الموحدين تلو قبيلة هرغة وقبيلة تينملل بما كانوا عليه من الكثرة والبأس ولما كان لشيخهم أبي حفص عمر بن يحيى - جد ملوك الدولة الحفصية - من صحبة المهدي والاعتزاز على المصامدة وقد انمحى اسم هنتاتة اليوم وحلت محله أسماء بطونها التي ارتقت إلى قبائل، ولكن بعض الأسر مازالت تنسب إليها خصوصا بمدينة صفاقس التونسية.


(١) تاريخ ابن خلدون ٦: ٥٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>