للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانت بقرن المنازل وحضن وعُكابة وركبة وحنين وغمرة أوطاس، وذات عرق والعقيق وما والاها من نجد، معهم كِنْدة، يغزون معهم المغازي، ويصيبون الغنائم، ويتناولون أطراف الشام وناحية اليمن، ويتعدون في نجعهم.

ثم إن بني عامر بن الحارث بن أنمار بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، أصابت عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط، وكان عامر منزل ربيعة في انتجاعهم، وصاحب مرباعهم، فقتلوه بغير دم أصابه، فقالت النمر وأولاد قاسط - وفيهم كان البيت يومئذ - لعبد القيس:

يا إخوتنا، قتلتم صاحبنا، وانتهكتم حرمتنا، فإما أنصفتمونا وأعطيتمونا بطائلتنا، أو ناجزناكم، فمشت السفراء بينهم، فاصطلحوا على أن تحتمل عبد القيس دية الرئيس، وهى عشر ديات، فصار من ذلك على بني عامر خمسمائة بعير، وعلى بقية عبد القيس خمسمائة، وأعطوهم رهنا بالدية، خمسة نفر من بني عامر، وأربعة من أبناء عبد القيس، فيهم امرأة من بني غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فأدت بنو عامر الخمسمائة، وافتكوا رهنهم، وتراخى سائر ولد عبد القيس رهنهم فعدت عليهم النمر، فقتلتهم، وخلوا سبيل المرأة، فجمعت لهم عبد القيس، وقالوا لهم: أعديتم يا قومنا: أخذتم الأموال، وقتلتم الأنفس.

فهذه أول حرب وقعت بين بني ربيعة، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فكان الفناء والهلاك في النمر، وخرجت الرياسة عنهم، فصارت في بني يشكر.

فتفرقت ربيعة في تلك الحرب وتمايزت، فارتحلت عبد القيس وشن بن أفصى ومن معهم، وبعثوا الرواد مرتادين، فاختاروا البحرين وهجر، وضاموا من بها من إياد والأزد، وشدوا خيلهم بكرانيف النخل، فقالت إياد: أترضون أن توثق عبد القيس خيلهم بنخلكم، فقال قائل: عرف النخل أهله، فذهبت مثلًا. وأجلت

<<  <  ج: ص:  >  >>