عبد القيس إيادًا عن تلك البلاد، فساروا نحو العراق، وتبعتهم شن بن أفصي، وعطفت عليهم إياد، فكاد القوم يتفانون، وبادت قبائل من شن. وكانت إياد لها الطبق. لشدتهم ونجدة كانت فيهم ولإِطباقهم على الناس بعرامهم وشرهم، فقال الشاعر:
لقيت شن إيادًا بالقنا … طبقًا وافق شن طبقه
وقال كاهن فيهم:
وافق شن طبقه … وافقه فاعتنقه
وقال عمر بن أسوى الليثي، من عبد القيس، بعد ذلك بزمان:
ألا بلغا عمرو بن قيس رسالة … فلا تجزعن من نائب الدهر واصبر
شحطنا إيادًا عن وقاع فقلصت … وبكرًا نفينا عن حياض المشقر
فغلبت عبد القيس على البحرين، واقتسموها بينهم. فنزلت جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، الخط وأفناءها. ونزلت شن بن أفصى بن عبد القيس طرفها وأدناها إلى العراق. ونزلت نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس وسط القطيف وما حوله.
وقال ابن شبة: نزلت نكرة الشفار والظهران، إلى الرمل وما بين هجر إلى قطر، وبينونة؛ وإنما سميت بينونة لأنها وسط بين البحرين وعُمان، فصارت بينهما.
ونزلت عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بني أفصى بن عبد القيس والعمور - وهم بنو الديل بن عمرو، ومحارب بن عمرو، وعجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى، ومعهم عميرة بن أسد بن ربيعة حلفًا لهم - الجوف والعيون والإِحساء، حذاء طرف الدهناء، وخالطوا أهل هجر في دارهم.