للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان كليب بن ربيعة، وانضمت النمر وغفيلة إلى بني تغلب، فصاروا معهم، ولحقت عنزة وضبيعة ببكر بن وائل، فلم تزل الحروب والوقائع تنقلهم من بلد إلى بلد، وتنفيهم من أرض إلى أرض، وتغلب في كل ذلك ظاهرة على بكر، حتى التقوا يوم قضة، وقضة: عقبة في عارض اليمامة، وعارض: جبل، وقضة من اليمامة على ثلاث ليال، وذلك يوم التحالق فكانت الدبرة لبكر على بني تغلب، فتفرقوا على ذلك اليوم وتلك الوقعة، وتبددوا في البلاد، أعني بني تغلب، وانتشرت بكر بن وائل وعنزة وضبيعة باليمامة، فيما بينها وبين البحرين، إلى أطراف سواد العراق ومناظرها، وناحية الأبلة، إلى هيت وما والاها من البلاد، وانحازت النمر وغفيلة إلى أطراف الجزيرة وعانات وما دونها: إلى بلاد بكر بن وائل وما خلفها من بلاد قضاعة، من مشارق الأرض، فقال الأخنس بن شهاب التغلبي، وكان رئيسًا شاعرًا، يذكر منازل القبائل:

لكل أناس من معد عمارة … عروض إليها يلجئون وجانب

لكيز لها البحران والسيف كله … وإن بغشها بأس من الهند كارب

تطاير على أعجاز حوش كأنها … جهام أراق ماءه فهو آئب

وبكر لها بن العراق وإن تشأ … يحل دونها من اليمامة حاجب

وصارت تميم بين قف ورملة … لها من حبال منتأى ومذاهب

وكلب لها خبت ورملة عالج … إلي الحرَّة الرجلاء حيث تحارب

وبهراء حي قد علمنا مكانهم … لهم شرك حول الرصافة لاحب

وغارت إياد بالسواد ودونها … برازيق عجم تبتغي من تضارب

ونحن أناس لا حجاز بأرضنا … مع الغبث ما نلقى ومن هو عازب

<<  <  ج: ص:  >  >>