للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلفت بمائرات حول عوض … وأنصاب تركن لدى السعير

أجوب الدهر أرضًا شطر عمرو … ولا يلفى بساحتها بعيري

ثم ركز عبيد رمحه في وسطها، ثم رجع إلى أهله فاحتملهم، ووضعهم بها، فلما رآه جاره الزبيدي قال: يا عبيد، الشرك. قال: لا، بل الرضا. قال: ما بعد الرضا إلا السخط. فقال: عليك بتلك القرية، على نصف فرسخ من حجر، فمكث الزبيدي أيامًا، ثم غرض، فأتى عبيدًا وقال: عوضني شيئًا، فإني خارج وتارك ما ها هنا، فأعطاه ثلاثين بكرا، ثم خرج ولحق بأهله، فتسامعت بنو حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل، بما أصاب عبيد بن ثعلبة فأقبلوا حتى نزلوا قرى اليمامة، قال: ويقبل زيد ثعلبة بن يربوع، حتى يأتي عبيدًا أخاه، فقال له أنزلني معك في حجر. قالط: لا ينزلها معي (وقبض على ذكره) إلا من خرج من هذا، ولكن عليك بتلك القرية، التي خرج منها الزبيدي، فانطلق فنزلها في الفساطيط والأخبية، وعبيد وولده في القصور بحجر.

قال: فجعل يمكن الأيام، ثم يقول لبنيه: انطلقوا بنا إلى باديتنا، فنتحدث إليهم، ثم يرجع. قال: فمن هناك سميت االبادية زيد بن يربوع، وحبيب بن يربوع، ومعاوية بن يربوع. هؤلاء الذين يقال لهم البادية من بني حنيفة. قال: وجعل زيد يقتصل جثيث النخل. وهي أولادها، ثم يغرسها، فتخرج على مهلتها. قال: وصنع ذلك أهل البادية كلها. فأرض اليمامة حجر، وهي مصرها ووسطها، ومنزل الأمراء فيها. وإليها تجلب الأشياء.

وأقامت سائر قبائل ربيعة، من بكر وتغلب وغفينة وعنزة وضبيعة في بلادهم، من ظواهر نجد والحجاز وأطراف تهامة، حتى وقعت الحرب بينهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>