والحقيقة التي لا تدع مجالا للشك أن عنزة من أبناء وائل بن هزان بن صباح بن أسلم بن يذكر بن عمرو، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة، وهو ربيعة (الفرس) بن نزار بن معد ثم عدنان ثم من بني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، فهم عدنانيون.
وسبب انتساب عنزة إلى وائل الأكبر هو انضمامهم إلى بكر في حرب البسوس كما أشرنا، وكان يطلق على عنزة وبني ضبيعة وبعض بطون من بكر بن وائل اسم اللهازم قال الفرزدق:
وارضى بحكم الحي بكر بن وائل … أن كان في الذهلين أو في اللهازم
وقال المكعبر الضبي في يوم الشيطين بين بني ضبة وبين بكر بن وائل ومعهم عنزة:
وجئتموا بها مذمومة عنزية … تكاد منها ضهر الوديعة تضلع
ومما يؤكد أن قبيلة عنزة في هذا العصر من بني عنزة بن أسد وليس من عنز بن وائل العوامل التالية:
أولًا: أن بني عنز بن وائل دخلت في خثعم وتيامنت ولا تعرف حاليًا.
ثانيًا: هجرة قبائل بكر بن وائل إلى ديار بكر المعروفة باسمهم في تركيا حاليا، وقد استعجموا، ومن بقي منهم في بلاد العرب لا يطلق عليهم اسم بكر، حيث برزت أسماء لبطون وأسر حديثة، ولا تستطيع الوصول إلى فرع معين من بكر.
ثالثًا: هجرة قبائل تغلب بن وائل إلى ديار ربيعة في القرن الأول الهجري ودخولهم في الكرد ومن بقي منهم لا يطلق عليه اسم تغلب.
رابعًا: ذكر النسابون عنزة بن أسد كما ذكر القلقشندي فقال: "عنزة بن أسد بطن من ربيعة، قال في العبر: وديارهم عين التمر من برية العراق على ثلاث مراحل من الأنبار، قال: ثم انتقلوا عنها إلى جهات خيبر فأقاموا هناك وورثت