فتارة تربع بالعراق وطورًا تصيف في بلاد الجوف، حتى بدأت الهجرة الأولى حيث ارتحلت قبيلة الحسنة بقيادة مهنا الفاضل ابن ملحم شيخ قبيلة المنابهة من بني وهب، وكان اسم الحسنة يضم أبناء حسين وأبناء حسن المعروفين باسم المصاليخ، ونزوح الحسنة من بلاد الحجر في مطلع القرن الحادي عشر الهجري وذلك بعد أن أرسل ابن ملحم أحد أقربائه يرود بلاد الشام للتأكد من وجود المرعى فيها، وقد ذهب النجيدي المصلوخي جد الأسر المعروفة بالقصيم، وعند وصوله إلى أعمال بصرى وجد الربيع وأحضر معه عدة أنواع من العشب، وعندما شاهد ابن ملحم أنواع الأعشاب أمر المنابهة بالرحيل وتوجهوا إلى بصرى الشام، وكان واليها الفحيلي، وعندما وصلوا إلى هناك رحب بهم الفحيلي وأنزلهم بأحسن مقام وأقطعهم قسمًا من دياره وبها موارد لمواشيهم، وأقام الحسنة مسرورين في تلك الديار وبدأت تتوافد عليهم قبائل عنزة، فجاء قسم من قبائل الشراعبة من الوهب وقسم من ولد علي من وهب، ثم تكاثرت عنزة فضاق بهم والي بصرى ذرعًا لكثرة ما عندهم من المواشي مما جعل والي بصرى يعتذر لهم بأنه لا يتحمل وجود هذه الأعداد الهائلة وطلب منهم التفرق على بعض الأماكن، فارتحلت الحسنة ونزلوا على المحفوظ والي البلقا آنذاك، فطلبوا منه المقام في بلاده فوافق، وبعد مضي مدة من الوقت طلب المحفوظ فرسا شاهدها مع خيل ابن يعيش وكان الفرس لرجل شرعبي مع الحسنة، وكره ابن يعيش أن يسلب فرس جاره فأبلغ الوالي أن الفرس للجار ولا يملك عليها، وحاول أن يعطيه من عتاق خيله بدلًا منها ولكن المحفوظ أبى إلا تلك الفرس أو الرحيل عن دياره، فقالوا أمهلنا لنتشاور فاجتمع شيوخ المصاليخ والحسنة في رجم بالقرب من درعة فسمي رجم الشور إلى وقتنا الحاضر.