للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أول من عمل دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، وفيه كانت قريش تقضي أمورها، فكان أول من سكن داخل الحرم مع قومه، وقد بلغ حدَّا من الدهاء.

"شعر رِزاح بن ربيعة العُذْري - القُضَاعي"

وقد قاله في إجابته لنصرة أخيه من أمه قُصي بن كلاب القُرشي قال رزاح:

لما أتى من قُصي رسول … فقال الرسول: أجيبوا الخليلا

نهضنا إليه نقود الجياد … ونطرح عنا الملول الثقيلا

نسير بها الليل حتى الصباح … ونكمي (١) النهار لئلا نزولا

فن سراع كورد القطا … يجبِّن بنا من قُصي رسولا

جمعنا من السر من أشمذين (٢) … ومن كل حي جمعنا قبيلا

فيا لك حلبة (٣) ما ليلة … تزيد على الألف سيبًا (٤) رسيلا (٥)

فلما مررن على عسجر (٦) … وأسهلهن من مستناخ سبيلا

وجاورن بالركن من ورقان (٧) … وجاوزن بالعرج حيا حلولا

مررن على الحيل (٨) ما ذقنه … وعالجن من مر ليلًا طويلا

ندني من العوذ (٩) أفلاءها (١٠) … إرادة أن يسترقن الصهيلا

فلما انتهينا إلى مكة … أبحنا الرجال قبيلًا قبيلا


(١) نكمي: نستتر بالحديد والسلاح.
(٢) أشمذين: اسم لقبيلتين وقل اسم جبلان وهو الصحيح.
(٣) الحلبة: جماعة من الخيل.
(٤) السيب: المشي السريع.
(٥) رسيلا: المشي المتمهل أي نمشي سراعا ولكن في رفق كما تزحف الحية.
(٦) عسجر: اسم موضع.
(٧) ورقان: جبل أسود بين العرج والريثة.
والعراج واد قرب الطائف وفيه جبل عظيم وبه عيونا عذابا وكان سكانه من أوس بن مُزينة العدنانية.
(٨) الحيل: الماء المستنقع في بطن واد.
(٩) العوذ: الفرس التي لها أولاد.
(١٠) الأفلاء: جمع فلو وهو المهر العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>