وقال عمرو بن مرة بن مالك النهدي أحد بني زوى بن مالك زمن علي بن أبي طالب:
رحلت إلى كلاب بحر بلادها … فلم يسمعوا في حاجتي قول قائل
وكانوا كظني إذ رحلت إليهم … وما عالم بالمكرمات كجاهل
رهنت يميني في قُضَاعة كلها … فأبت حميدا فيهم غير خامل
بذلك أوصاني زوي بن مالك … ونهد بن زيد في الخطوب الأوائل
وأوص بألا تُسْتباح دياركم … وحاموا عليها تنطقوا في المحافل
وغالوا بأخذ المُكْرمات فإنها … تفوز غداة السبق عند التفاضل
وكان حنظلة بن نهد من أشراف الصرب وكان له منزلة بعكاظ في مواسم العرب وبتهامة والحجاز ولذلك يقول قائلهم:
حنظلة بن نهد … خير ناشٍ في مَعْد
وقد عاش الذويد واسمه جُذَيْمة بن صبح بن زيد بن نهد زمنًا طويلًا لا تذكر العرب من طول عُمْر أحد ما تذكر من طول عمره وزعموا أنه عاش أربعمائة عام، وقال حين حضرته الوفاة:
يا رب يُبنى لذويد بيته
يا رب غيل حسن ثنيته
ومعصم موشم لويته
ومغنم في غارة حويته
لو كان الدهر بلى أبليته
أو كان قرني واحدًا كفيته
فلما قتل حَزِيمة ابنا سعد بن زيد تدابر القوم وتقاتلوا وتفرقوا إلى البلاد التي صاروا إليها.