وكانت (بلي) في بداية الفتح الإسلامي والذين اختطوا في مصر مُقسَّمين إلى خمس فرق هي:
(١) بنو فاران. (٢) بنو عُثْرة، منهم الصحابي عبد الرحمن بن عُديس وكان أشهر فرسان بلي حينئذ. (٣) بلي جزاء. (٤) بلي العلي الراية. (٥) الوحاوحة.
وهناك صحابي اسمه أبو الشُمْرس البلوي له ذكر في فتح مصر.
- ومن بلي الفارس الشهير (زُهير بن قيس البلوي) من التابعين، تولى قيادة جيش العرب المسلمين في فتح بلاد المغرب من عام ٦٩ إلى عام ٧١ هـ، وكان في عهد الدولة الأموية وقد سار إلى بلاد المغرب بعد مقتل عُقْبَة بن نافع القُرَشي في نواحي بسكرة من أوراس الجزائر من قبَل البربر وملكهم كُسيلة، فتقدم في بلاد المغرب وهزم البربر وقتل كُسيلة وثأر لعُقْبة وأصحابه، وتوغلِ حتى طنجة بالمغرب الأقصى، ولما أنه كان زاهدًا في الحكم والولاية وكان ورعًا تقيًّا أحب العودة إلى المشرق، وفي عودته ببعض عسكره وجد قراصنة الروم قد أعقبوه على المسلمين في طرابلس وقيل في برقة (بليبيا)، وقد خطفوا نساء وذراري المسلمين وهمُّوا بإدخالهم السفن، فعزم زُهير ومن معه على تخليص سبي المسلمين من الروم رغم قلتهم وكثرة الروم، لما أنهم سمعوا صراخ الأطفال والنساء فلم يبال أحدهم بالموت، وكانت معركة دموية وقتال عنيف بين الجانبين لدرجة أن عانق العرب الروم من شدة الالتحام، وتكاثر الروم على زُهير بن قيس البلوي وقتلوه هو وجماعته عن آخرهم، وسالت دماؤهم الذكية قرب شاطئ البحر في ليبيا ولم ينج مع زُهير سوى رجل واحد، فلما وصل الخبر إلى الخليفة عبد الملك بن مروان اشتد عليه وعلى المسلمين ذلك، وكانت المصيبة بزُهير البلوي مثل المصيبة بعُقْبَة بن نافع القُرَشي، فأرسل حسَّان بن نعمان الغَسَّاني (الأزد - القحطانية) في ستة آلاف من العرب، واستطاع أن يقتل الكاهنة في جبل أوراس بعد أن أسَرت ثمانين من المسلمين منهم الفارس يزيد بن خالد العبسي (عبس - العدنانية)، وواصل الأمويون دعم القوات بموسى بن نصير اللَّخْمي الَخْم - القحطانية) حتى نجحوا لحي فتح الأندلس عام ٩٢ هـ بعد إسلام قبائل البربر، وقد قادهم طارق بن زياد إلى معركة انتحارية شعارها النصر أو الموت بعد أن أحرق السفن بعد عبوره إلى بر الأندلس باثني عشر ألف فارس