للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحويِّط والرقب (١) إلخ، وتقع بالحرَّة من الجهة الشرقية لبلدة الحايط المعروفة قديمًا بَفَدك، والحويِّط المعروف بيديع وهي بلدة قديمة جدًّا بها نخيل وعيون أفاءه الله بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح خيبر، وقيل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلها في حياته لابنته فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - وولداها وصار بذلك اختلاف والله أعلم (٢).

كما تقع في الحرَّة من الجهة الغربية بلدة خيبر وهي قرية معروفة منذ الجاهلية، وهي من أخصب الواحات الزراعية بالجزيرة العربية وأقدمها، وتسمى قديمًا ريف الحجاز، وتقع في مجتمع الأودية المنحدرة من الحرَّة غربًا، ومن أهم أودية الحرَّة الغربية وادي الجول ووادي السُرير ووادي الغرس وجميع هذه الأودية تجتمع مع أودية حرَّة الكورة المعروفة قديمًا بحرَّة ليلى، وتفيض باتجاه الغرب إلى ساحل البحر الأحمر.

ويحد ديار بني رشيد من الشرق روافد وادي الرَّمة المنحدرة من الحرَّة نفسها، ومن الشمال الغربي السهول الممتدة بينها وبين تيماء المعروف قديمًا باسم الجناب وهي الآن تسمى الجهرة، ويحدها من الناحية الغربية الأودية المنحدرة منها والتي تكون روافد وادي الحمض، وتحدها ديار قبيلة عَنَزة من الشمال وبلي وجهينة من الغرب، وتوجد بالحرّة قيعان أكثرها ذات تربة صالحة للزراعة وخاصة في حرَّة النار، وتوجد بها بعض الآبار القديمة المنحوتة بالصخور وخاصة في حرَّة الكورة (ليلى). وهذه الحرَّة كانت قديمًا تسمى بأسماء كثيرة.

فكانت الجهة الجنوبية الشرقية تسمى بحرَّة فَدَك (الحايط الآن)، ومن الجهة الشمالية الشرقية تسمى لابة ضرغط (ضغن عدنة الآن)، والحرَّة الواقعة من خيبر إلى الرأس الأبيض كانت تسمى حرَّة النار (حرَّة الرأس الآن)، والرأس الأبيض أو جبل الأبيض هو قمة الحرَّة وينصفها بين منطقتي المدينة المنورة وحائل، فمن الرأس شمال شرقي فهو تابع لإمارة منطقة حائل، وكذلك عندما كانت المدينة المنورة تابعة الحكم الشريف وحائل تابعة لإمارة آل الرشيد من شمَّر (قبل العهد السعودي).


(١) أصل تسميته الرقم.
(٢) وهو أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نزعها من الحسن والحسين اعتمادًا على حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن الأنبياء لا تورث ولا تُورَّث".

<<  <  ج: ص:  >  >>