أما سكان هذه الديار المنيعة فهي قبيلة بني رشيد العبسية الغطفانية، ولا يفصل بين قسميها في نجد والحجاز أي قبائل أخرى، كما تجاور بني رشيد من الجنوب مع قبيلة حرب، واستيطان قبيلة بني رشيد لهذه الديار العبسية الغطفانية من القدم بعد تفرق غطفان وانضواء باقيها تحت قيادة رشيد (الزَوْل) العبسي منذ ما يزيد عن سبعة قرون، وقد تغير اسم غطفان واسم قبائلها من عبس وفزارة وأشجع تحت اسم قوم رشيد العبسي، وأما بنو عبد الله بن غطفان فقد تغير اسمهم كما هو معروف إلى مُطير التي تقع ديارها إلى الشرق من ديار بني رشيد، وغني عن التعريف أن أسماء قبائل مشهورة في الجزيرة العربية قد تغيرت مثل طيئ التي تغير اسمها إلى شمَّر، وجُشَم وبني سعد من هوازن اللذان تغير اسمهما إلى عُتيبة، وبني عامر من هوازن تغيرت بأسماء قبائل سُبيع وبني هلال والمنتفق وعبادة وخفاجة والسهول، وبكر بن وائل وتغلب بن وائل إلى عَنَزة، ومَذْحج إلى قحطان، وغيرها الكثير.
وأورد قصيدة لابن عجوين توضح ديار بني رشيد وأصولها العبسية:
يا جاهل فينا تسمَّع للأخبار … تسمع علوم الطيب والطيبينا
حنّا بني رشيد بالعز والكار … بديارنا وحدودنا بينينا
ندرا الخوي ونكرم الضيف والجار … ونصبر على البلوى ليا من بلينا
ودخيلنا كنه بعيطا عن النار … كلٍ بهيبه من سواعد بدينا
حِنّا سلايل عبس ماضين الأذكار … لسلومنا وجدودنا حافظينا
من عبس بن بغيض في قر وقرار … أحفاد ريث من قديم السنينا
أحفاد غطفان وسعد ماض الأخبار … من قيس عيلان منا وفينا
وابن مُضر هو ساسنا وابن نزار … وابن معد وديننا مسلمينا
حِنّا نسبنا نسبة الناس الأخيار … من سلسلة عدنان متسلسلينا
حدودنا وجدودنا ما بها إنكار … لحدودنا وجدودنا عارفينا
يحدنا خيبر على حرَّة النار … ويردنا سور المدينة يمينا
وادي الرَّمة ناخذ به يمين ويسار … على العلم والضغن والشعبتينا
ولنا بأبانات المطلات معبار … اربوعنا لحدودهن محتمينا
ذي دارنا اللي مانبا غيرها دار … ديار أهلنا القدم الأولينا
للخير فعالة وللشر قهّار … ويضى وأيضاء على هدى النبي مهتدينا