للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت يديع مال للمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وهو من المشهورين بالجود. . وكان ابن الخليفة يسومه ماله هذا لغبطته به فلا يبيعه إياه إلى أن غزا معه أرض الروم وأصاب الناس مجاعة، فقال المغيرة: كنت تسومني مالي بيديع فاشتر مني نصفه فاشتراه بعشرين ألف درهم وأطعم الناس، فلما رجع ابن الخليفة قال له أبوه: قبح الله رأيك، أنت ابن أمير المؤمنين وأمير الجيش تصيب الناس مجاعة فلا تطعمهم ويبيعك رجل سوق ماله ويطعمهم.

وإذا كانت أخبار يديع وفَدَك تتصل اتصالًا وثيقًا بحواث غطفان في صدر الإسلام فإن حوادث غطفان يمكن إجمالها بغزوة الكدُر على غطفان وسُليم في السنة الثانية ثم غزوة ذي أمُر في السنة الثالثة، وفي هذه الغزوة خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - يريد غطفان ورجع إلى المدينة ولم يلق كيدًا، وذو أمُر هي التي عناها سنان المري الذبياني بقوله:

وبضرغد وعلى السديرة حاضر … وبذي أمُر حربهم لم يقسم

وسنان هو والد هرم ممدوح زهير، وسميّ هرم بن قطبة حكم غطفان الذي تنافر عنده عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامريان اللذان صدر عن منافرتهما في هذه الأيام كتاب للدكتور الزايدي.

وفي السنة الثالثة أيضًا سار زيد بن حارثة مولى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسرية - أدركت عيرًا لقريش في الفردة ماء لبني أسد حلفاء غطفان يقع عند التقاء الثلبوت بوادي الرَّمة، وورد في كتاب الحازمي حديث عن ترمذ وكتيفة وأنهما إقطاع من الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأحد بني أسد وكتيفة وكتيفان ووتدة بين سميراء شمالًا والحاجر جنوبًا. . وفي أكثر من مصدر نص صريح على أن الفردة تقع بين الربذة والغمر مما يؤيد أنها بقرب سميراء حيث الثلبوت والرَّمة، مع أن الشيخ حمد يرى أنها المفردة بقرب محجر غرب منطقة حايل.

<<  <  ج: ص:  >  >>