للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النابغة في شعره، وفي أيام بن الزبير أرسل المختار الثقفي صاحب الكيسانية الخشبية المذهب المعروف جيشًا من العراق زاعمًا نصرة ابن الزبير لكن ابن الزبير أرسل جيشًا تصدى لجيش المختار في الرقم فهزمه وقتل قائده ابن ورس الهمداني وللمختار أسجاع في ابن ورس هذا.

ومن أخبار الرقم ما أورده المدائني فيما نقل عن البلاذري أن عُيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري أشار على الخليفة عمر أن ينحي عنه العجم وقال: إني لأخاف عليك هذه الحمراء، فلما طُعن عمر قال: ما فعل عيينة بن حصن قالوا: مات، قال: لله رأي بين الحاجر والرقم، وفي رواية الله قبر بين الحاجر والرقم لقد ضمّن رأيًا وحزما.

وعُيينة من المؤلفة قلوبهم لم تقتله بنو عبس في الهباءة لأنهم استصغروه. . وكان عُيينة فتاكا وثابا أسر زيد الخيل، وحضر بُزاخة مرتدًّا مع طلحة، وروي إنه قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - اطرد هؤلاء الأنتان أو العبيد فنزل قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ. . . (٢٨)} [الكهف].

وفي خبر سرية علي بن أبي طالب إلى فَدَك حينما أبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - عزم غطفان إمداد يهود خيبر ورد ذكر الهمج ويديع، وقد مرّ التعريف بالهمج، ويديع هي الحويط الآن، وهي من مياه بني مرة بن ذبيان ذكرها نصر الإسكندري. وعنه نقل الحازمي، ونقل الشيخ حمد عن كتاب المناسك أنها قرية لولد الرضا بها أخلاط من الناس وأنها كثيرة الرمان والنخل وبها عيون كثيرة. . وهذا لا يمنع أنها كانت لبني مُرة من ذبيان، وأورد الهمداني في كتاب (صفة جزيرة العرب) بيتًا من الشعر هذا نصه:

زُويت خيبر لها فـ بديع … ديمة كأن نوعها الجوزاء

من قصيدة واضحة التلفيق بيّنة الصنع، فقد نظر الهمداني في معلقة الحارث بن حلزة اليشكري الوايلي وأورد قصيدتين على وزنها وقافيتها الأولى لحجازي فيما يزعم يعدد فيها البلدان الحجازية، والثانية لنجدي يذكر فيها بلدان نجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>