للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل العهد المسعودي كثيرًا ما تغزو القبائل بعضها البعض، فمنهم من يغزي بفئات قليلة لنهب ما يستطيعون نهبه من إبل وغنم وغيرها، وفيهم من يقود جيوش جرارة طاحنة ويحصلون على ما قصدوا وربما يتعرضون لهزيمة، وعند ذلك لا ننسى واقعة (السليع) (١) مع بني رشيد وهي من ديارهم، وهذه الواقعة جرت على عدد ليس بكثير من رجال الفرادسة المشهورين، والمعركة بينهم وبين شيخ مشايخ بلي (٢) وهو يقود جمعا غفيرا من رجال قبيلته وما انضم إليهم، ولقد انتصر الفرادسة من بني رشيد رغم قلتهم وكثرة أخصامهم، ونظم شعراء الفرادسة من بني رشيد شعرًا كثيرًا بعد هذه الواقعة مثل قول الشاعر دليم الفريدسي الملّقب ابن زبراقة حيث قال:

جونا هدد ما فيه عقد وحلِّي … نوح العزاوي في ظهر كل أصيله

تقل لهم راع العشاير يهلِّي … الموت حاضر والحساني قليله

واقفن بهم والدم معهم يشلِّي … عقب العزاوي كم طلق من حليله

وكذلك قول الشاعر ظاهر مبارك الأويرك الفريدسي:

يوم أخو عيده غزانا وانتوانا … غافلين القلب ما جانا نذيره

ما درينا غير من جمعٍ وطانا … ساعةٍ تنسى بها المرضع غريره

ما حلا صفق الهنادي بقبلانا … لين هللنا عليهم بالكسيره

ما خسرن شيب العجايز في غذانا … ما خشينا جمعته لوهي كبيره

ومثل قوله عن طريق الدحة:

نزلت لهم من الجالي … ورخصت عمري وهو غالي … ولاعن الموت منزاح

ونطحم ثامر ومعزي … بالهنادي اللي تنزي … وخلو دماهم سباح


(١) السليع من ديار عبس الشهيرة منذ الجاهلية.
(٢) هو سليمان بن رفادة، وقد ذبحت ذلوله، وأُسر ابنه أحمد، وبعد تبادل الأسرى رفض الرشايدة إطلاق سراحه إلا بعد إعادة الجمل المنهوب منهم واسمه (ريمان)، ولما ردوه بلي أعادوا عليهم ولدهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>