للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غالب. وأما ذبيان بن بغيض فلهم بطون ثلاثة: مرة، وثعلبة، وفزارة. . فأما فزارة فهم خمسة شعوب: عدي وسعد وشمخ ومازن وظالم، وفي بدر بن عدي كان رياستهم في الجاهلية، وكانوا يرأسون جميع غطفان، ومن قيس وإخوتهم بنو ثعلبة بن عدي بن فزارة الذي راهن قيس بن زهير العبسي على جري داحس والغبراء، وكانت بسبب ذلك الحرب المعروفة، ومن ولده عيينة من حِصْن بن حذيفة الذي قاد الأحزاب إلى المدينة النبوية، وأغار على المدينة لأول بيعة أبي بكر الصديق (في حروب الردة)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسميه الأحمق المُطاع، ومنهم أيضًا الصحابي المشهور سمرة بن جندب بن هلال بن خديج بن مرة بن حرق بن عمرو بن جابر بن خشين ذي الرأسين ابن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة، ومن بني سعد بن فزارة يزيد بن عمرو بن هُبيرة بن حصية بن سُكيْن بن خديج بن بغيض بن مالك بن سعد بن عديّ بن فزارة ولي العراقين هو وأبوه أيام يزيد بن عبد الملك ومروان بن محمد الأموي، وهو الذي قتله المنصور بعد أن عاهده، ومن بني مازن بن فزارة هرم بن قطين أدرك الإسلام وأسلم، إلى آخرين يطول ذكرهم، ولم يبق بنجد منهم أحد، وقال ابن سعيد: إن أبرق الحنّان وأبانا من وادي القرى من معالم بلادهم، وإن جيرانهم طيئ لهذا العهد، وإن بأرض برقة منهم إلى طرابلس الغرب قبائل رواحة وصُبح وفزان، قلت: بإفريقية والمغرب الأقصى لهذا العهد أحياء كثيرة لهم عدد وذكر مع المعقل إلى الاستظهار بهم حاجة، ومنهم أيضًا مع بني سُلَيْم بن منصور بإفريقية (تونس)، يستظهرون بهم في مواقف حروبهم ويولونهم على ما يتولّونه للسلطان من أمور باديتهم نيابة عنهم، شأن الوزراء في الدول. وكان من أشهرهم معن بن معاطن وزير حمزة بن عمر بن أبي الليل أمير الكعوب من بني علّاق بن عوف بن بُهثة من سُلَيْم، وربما يزعم بن مُرّين من أمراء الزاب (١) لهذا العهد أنهم منهم، وينتسبون إلى مازن بن فزارة وليس ذلك بصحيح، وهو نسب مصون يتقرب إليهم بعض البدو من فزارة هؤلاء طمعًا فيما بأيديهم، لمكانتهم من ولاية الزاب والانفراد بجبايته ومصانعة الناس بوفرها، فيلهجونهم بذلك ترفعًا على أهل نسبهم بالحقيقة من الأثبج من هلال بن عامر من (هوازن) كما يذكر كلدنه تحت أيديهم ومن رعاياهم. أما بنو مرّة بن عوف بن سعد بن


(١) الزاب: منطقة كبيرة شرق بلاد الجزائر بها قرى عامرة وعاصمتها مدينة بسكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>