للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأصابت فيهم على غِرة، ذلك وبعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه وهو جبل بأرض فزارة، كان حميد بن حريث بن بحدل الكلبي اختلق سجلًا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة، فقدم عليهم بالعاه فقتلهم، فاجتمع بنو فزارة فاغتزوا كلبًا على بنات قين فأكثروا القتل فيهم، وكان لفزارة ذكر في حوادث عامي ٢٣١، ٢٣٢ هـ مع بغا القائد العباسي.

وقال عن (ذبيان): وهم قبيلة من غطفان تنسب إلى ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان، تنقسم إلى ثلاثة بطون كبيرة: مُرَّة، ثعلبة، وفزارة، وقد سبق أن تكلمنا عن فزارة، كانت منازلهم شرقي المدينة في الأرضين الواقعة بين الحجاز، وأجا وسلمى (١)، حاربوا أبناء عمومتهم قبيلة عبس بن بغيض بسبب مقتل هِرم بن ضمضم، ثم اصطلح الفريقان لما حمل ديته هرم بن سنان والحارث بن عوف.

من أيامهم: يوم جبلة وكان بين بني عبس وبني ذبيان.

وقال عن (أَشْجع): قبيلة من غطفان من قيس عيلان وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان، كانت منازلهم بضواحي المدينة النبوية، وكان بالمغرب الأقصى منهم حي عظيم كانوا يظعنون مع عرب المعقل من مَذْحِج بجهات سجلماسة، وكان لهم عدد وذكر. ومن منازلهم أو مراكزهم بنجد: الثاملية (٢)، المروراة (٣)، الصهباء، خبيت (٤)، الجرُّ.

وأما تاريخهم فكانوا حلفاء للخزرج، وقد دعوهم إلى نصرتهم في يوم بُعاث بين الأوس والخزرج، فأجابوهم (٥)، ومن وقعاتهم الحربية وقعة كانت بالجرّ بينهم وبين بني سليم بن منصور (٦) من قيس عيلان. وقد قاتلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة حُنين ضد هوازن بن منصور وثقيف من قيس عيلان، وكان عدد فرسان أشجع ألف، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأنصار ومُزيْنة وجُهينة وغِفَار وأَشْجع، ومن


(١) وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب: مساكن ذبيان من حد البياض قرة قرة وهو غائط بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلى طيئ وحاضرهم السواد ومرو والحيانيات.
(٢) هو ماء لأشجع بن الصراد ورحرحان.
(٣) هو جبل لأشجع.
(٤) ماء بالعالية يشترك فيه أشجع وعبس من غطفان.
(٥) عن الأغاني ج ١٥ ص ١٥٦.
(٦) تاج العروس ج ٣ ص ٩٢ ومعجم البلدان ج ٢ ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>