للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قُتل خالد بن جعفر الكلابي بعد ذلك على يد الحارث بن ظالم المري من بني ذبيان من غطفان، فلما طالبت به هوازن استجار بيزيد بن عمرو فغدر به وقتله لغدره، لأنه كما قيل قد قتل خالدا وهو نائم. . فارتاحت هوازن.

قال عنترة بن شداد يرثي الملك زهير بن جذيمة العبسي:

خُسف البدر حين كان تماما … وخفي نوره فعاد ظلاما

ودرارى النجوم غارت وغابت … وضياء الآفاق صار قتاما

حين قالوا زهير ولى قتيلا … خيَّم الحزن عندنا وأقاما

قد سقاهُ الزمان كأس حمام … وكذاك الزمان يسقي الحِماما (١)

كان عوني وعدتي في الرزايا … كان درعي وذابلي والحساما (٢)

يا جفوني إن لم تجودي بدمعٍ … لجعلت الكرى عليك حراما

قسما بالذي أمات وأحيا … وتولى الأرواح والأجساما

لا رفعت الحسام في الحرب حتى … أترك القوم في الفيافي عظاما

يا بني عامر ستلقون برقا … من حسامي يجري الدماء سجاما

وتضج النساء من خيفة السبي … وتبكي على الصغار اليتامى

وقال أيضًا يرثي مالك بن زهير العبسي وكان صديقًا له:

ألا يا غراب البين في الطيران … أعرني جناحًا قد عدمت بناني

تُرى هل علمت اليوم مقتل مالك … ومصرعه في ذلةٍ وهوان

فإن كان حقًّا فالنجوم لفقده … تغيب ويهوي بعده القمران (٣)

لقد كان يومًا أسود الليل عابسًا … يخاف بلاه طارق الحدثان

فلله عينًا من رأى مثل مالك … عقيرة قوم إن جرى فرسان

فليتهما لم يجريا نصف فلوةٍ … وليتهما لم يُرسلا لرهان (٤)


(١) الحماما: الموت.
(٢) الذابل: الرمح.
(٣) القمران: يعني بهما الشمس والقمر.
(٤) الفلوة: القفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>