للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يقصد أن زهيرًا العبسي طغى وبغى على قبائل قيس التي هي من قومه لأنه عبسي من غطفان من قيس)، فخشع زهير ثم قال لخالد بن جعفر بن كلاب: هل لك؛ أن تكون طلبتي عندك وأترك غنيا؟.

قال: نعم. فقال زهير شعرًا يمجِّد بني عامر من هوازن:

فلولا كلاب قد أخذت قرينتي … بر غني أعبدا وماليا

ولكن حمتهم عصبة عامرية … يهزون في الأرض القصار العواليا

مساعير في الهيجا مصاليت في الوغى … أخوهم عزيز لا يخاف الأعاديا

يقيمون في دار الحفاظ تكرما … إذا ما فني القوم أضحت فواليا

فكانت هذه الأشعار من زهير العبسي وفيها يمجِّد بني عامر من هوازن، لأنهم أولًا وأخيرًا هم أبناء عمومته، وعزهم هو عزه وأصلهم هو أصله من قيس عيلان، ثم يشاء الله ويقدِّر أن يُقتل زهير العبسي على يد خالد بن جعفر بن كلاب من بني عامر من هوازن وكان زهير حينئذ عائدًا من سوق عكاظ بالحجاز، فقال ورقاء بن زهير:

رأيت زهيرًا تحت كلكل خالد … فأقبلت أسعى كالعجول أبادر

إلى بطلين يعتران كلاهما … يريد رياش السيف والسيف نادر

فشلت يميني يوم أضرب خالدا … ويمنعه مني الحديد المظاهر

فياليت أني قبل أيام خالد … وقبل زهير لم تلدني تماضر

قلت: وتُماضر هي بنت الشريد شاعرة مشهورة من بني سُلَيْم بن منصور.

ثم قال خالد بن جعفر الكلابي من بني عامر يمنُّ على هوازن بقتله لزهير العبسي:

أبلغ هوازن كيف تكفر بعدما … أعتقتهم فتوالدوا أحرارا

وقتلت ربهم زهيرًا بعدما … جدع الأنوف وأكثر الأوتارا

وجعلت مهر نسائهم ودياتهم … عقل الملوك هجائنا وبكارا

<<  <  ج: ص:  >  >>